«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
يكاد يجزم المتابع للشأن الرياضي السعودي بأن ما تمر به الرياضة السعودية خلال هذه الأيام من حراك إيجابي «شمل جميع الرياضات» يصبُّ في مصلحة الرياضة السعودية بشكل عام دون النظر لميول أو عاطفة، وفي الوقت نفسه لم يكن متوقعًا بهذا الشكل؛ إذ إن أكثر المتفائلين لم يتوقع هذا التصحيح الشامل بقرارات قوية من معالي المستشار رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، وإقرارها في أيام عدة. وبالرغم من أن من سبق معالي المستشار عمل واجتهد، وقام بأدوار مهمة للنهوض بالرياضة السعودية، إلا أن ما ميز المرحلة الحالية عن المراحل السابقة هي «قوة» صاحب القرار؛ إذ إن معالي رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ يضرب بسيف الحق ولا يبالي، ولا يلتفت لما يقال عنه، وهذا ما كان الوسط الرياضي يحتاج إليه.
القرارات التصحيحية والتطويرية الصادرة عن الهيئة العامة للرياضة بقيادة معالي المستشار فيما يخص الجانب الكروي أو الألعاب المختلفة كثيرة جدًّا؛ إذ إن الرجل منذ أول يوم استلم فيه مهام هيئة الرياضة وهو يقوم بأدوار إيجابية، أشعرت الوسط الرياضي بأريحية كبيرة؛ إذ كان «العدل» هو العنوان الكبير للقرارات الصادرة، وهو ما كان يشعر الوسط الرياضي بفقدانه في السنوات الماضية.
مرحلة معالي الأستاذ تركي آل الشيخ تُعتبر من أفضل المراحل التي مرت على الرياضة السعودية.. فإن كان الجميع يتذكر مرحلة الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- وما كان فيها من قفزات هائلة فإننا اليوم نعيش في مرحلة تشابه تلك المرحلة، وربما قريبًا تتفوق عليها؛ فالتطور والتقدم اللذان نشاهدهما حاليًا، وفي فترة بسيطة، لم نكن لنشاهده لولا قوة وعدالة وصرامة تركي آل الشيخ، بدعم من القيادة السياسية التي أصبحت تنظر للقطاع الرياضي والشبابي كواجهة يجب الاعتناء بها، وتوفير الأجواء الصحية فيها. ولعل اهتمام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بهذا الجانب ملاحَظ من الجميع، وهو ما كنا نتمنى حدوثه؛ إذ إن قرب القيادة السياسية من القطاع الرياضي والشبابي كان مهمًّا للغاية، ودائمًا ما يسفر عن نتائج إيجابية.
نعود للهيئة العامة للرياضة، ومعالي رئيسها الذي أصدر منذ استلامه مهام الهيئة أكثر من 60 قرارًا، التفَّ حولها جميع الرياضيين، وأيدوا ما صدر من قرارات إيجابية.. وهذه سابقة لم نشاهدها؛ إذ إن القرارات في السابق كانت تجد القبول والمعارضة، وغالبًا ما يشير المعارضون لها بأنها قرارات فيها نوع من الميول، أو المجاملة والمحاباة، وهو ما اختفى اليوم؛ إذ اصطف الجميع مع الهيئة، وقبلوا قراراتها القوية، وحتى الإعلام الرياضي الذي كان يوصف بالمتعصب نبذ تعصبه، ووقف مع قرارات هيئة الرياضة داعمًا ومؤيدًا.. ولعل اعتذارات بعض المنتسبين للإعلام الرياضي توحي بتغيُّر المرحلة على الصُّعد كافة؛ ولذلك استشعر الجميع أهمية المرحلة، ودعموا كل ما صدر من قرارات؛ لأنهم أدركوا أن الهم الأول لمعالي رئيس هيئة الرياضة هو الارتقاء والصعود برياضة الوطن نحو منصات التتويج؛ لتعود إلى أمجادها التي دوَّنها التاريخ في صفحاته ناصعة البياض، ذلك التاريخ الذي سيدون المرحلة التي نعيشها حاليًا بشيء من الفخر والاعتزاز.