«الجزيرة» - أحمد القرني:
قام الفريق الطبي الجراحي في عمليات فصل التوائم السيامية برئاسة معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية البروفيسور دكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، صباح أمس، البدء بإجراء عملية الفصل للتوأم السوداني (جود وجنى)، بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض، بمشاركة الفريق الطبي لفصل عمليات التوائم السيامية.
هذا وقد رفع معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية البروفيسور دكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وللمملكة حكومة وشعبا ولأسرة جود وجنى نجاح عملية الفصل بنجاح ولله الحمد، حيث أكد دكتور الربيعة أن وضع التوأم السوداني مستقر، ونحن في المراحل الأخيرة من هذه العملية، وقد كان تحديا كبيرا لعملية الفصل رغم العيوب الخطيرة التي لديهما، ولكن الحمد الله وبتوفيقه وبخبرة الفريق الطبي نحن الآن نكمل هذه العملية وأن تكلل بالنجاح، وسيتم نقلهما للعناية المركز التي سيبقيان فيها قرابة ثلاثة أسابيع، ونتوقع أن تتم هذه العملية بإنجاز آخر لإنجازات المملكة العربية السعودية العديدة حيث تعد هذه العملية 44.
وبيّن معالي دكتور الربيعة أن أصعب مرحلة واجهتنا كانت فصل الكبد، والمرحلة الأخرى التي واجهتنا هي تغطية القلب بعد فصل الأغشية، حيث كان القلب متعاكسا وهي مرحلة حساسة، وبتوفيق الله تجاوزناها.
وأوضح معالي رئيس الفريق الجراحي الدكتور عبدالله الربيعة أن هذه العملية تعد الرابعة والأربعين لعمليات الفصل السامي، وبيّن قبل بدء العملية أن التوأم بنتان تبلغان من العمر قرابة 13 شهراً وملتصقتان بمنطقتي الصدر والبطن واشتراك في الكبد وأغشية القلب، مشيرا معاليه إلى أنهما تعانيان من صعوبات في التنفس مع فشل جزئي بالرئتين والتهابات متكررة بالصدر، ولديهما عيوب خلقية في الأوردة الرئوية، مشيراً إلى أن نسبة نجاح العملية الجراحية 60 في المائة بإذن الله تعالى.
وبيّن معاليه أن عملية فصل السيامي جود وجنى ستتم بمشيئة الله تعالى على ست مراحل، تبدأ بالمرحلة الأولى التخدير برئاسة رئيس الفريق الجراحين دكتور الربيعة وقائد الفريق دكتور نزار الزغبي ودكتور عبدالعليم العطاسي ودكتور عهود طلبا، ودكتور فيصل الزهراني ودكتور بدر الحسني وأخصائي التخدير أ. بندر الأحمري وأ. سطام المطيري، وأ. ماجد فلمبان، والمتوقع أن تتم خلال ساعتين، ثم الانتقال للمرحلة الثانية وهي الإعداد والتجهيز التي تتكون من دكتور الربيعة ودكتور محمد النمشان ودكتور سعود الجدعان ودكتور صالح الدخيل ودكتور عبيد المشعل والمتوقع تتم خلال ساعة.
يعقبها المرحلة الثالثة وهي البدء في عملية الفصل، وتتكون من دكتور عبدالله الربيعة ودكتور سعود الجدعان ودكتور محمد النمشان ودكتورة جميلة الماري ودكتور عبيد المشعل ودكتور صالح الدخيل والمتوقع لها ساعة.
تليها المرحلة الرابعة، وهي فصل الكبد والتامور، وتتكون من دكتور عبدالله الربيعة ودكتور سعود الجدعان ودكتور محمد النمشان ودكتورة جميلة الماري، والمتوقع أن تتم خلال 3 ساعات.
يعقبها المرحلة الخامسة وهي إعادة ترميم الأعضاء، وتتكون من مجموعتين؛ المجموعة الفريق أ.د. محمد النمشان ودكتور صالح الدخيل، والفريق دكتور سعود الجدعان ودكتور عبيد المشعل وبإشراف دكتور عبدالله الربيعة، ومشاركة دكتورة جميلة الماري والتي يتوقع لها أن تتم خلال 3 ساعات.
يعقبها المرحلة السادسة والأخيرة التغطية والنقل بمشاركة جميع الفريق الطبي الجراحي لعمليات فصل التوائم السيامي والمتوقع أن تتم خلال نصف ساعة.
من جانبهما رفع والدا السيامي السوداني محمد عبدالباسط مختار الذي يعمل بإحدى المؤسسات الخاصة بالرياض منذ ست سنوات وزوجته نون عبدالعظيم مختار وتعمل ممرضة بمستشفى الإمام عبدالرحمن الفيصل بالرياض، شكرهما وتقديرهما لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على ما لقياه من استجابة سريعة لعملية فصل التوأم، وداعيا لهم المولى -عز وجل- بالتوفيق والسداد على كل ما يقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين ومساعدة المحتاجين، وبيّن مختار أن زوجته تعمل بأحد مستشفيات وزارة الصحة بالرياض وتم ولادتها في مستشفى الحرس الوطني بالرياض لنظرا لوجود حالة التوائم وصعوبة الولادة.
وأكدا على ما حظوا به من اهتمام بالغ لإجراء العملية التي تكفل بها سمو ولي العهد -جزاه الله الخير الكثير ونفع بهم البلاد والعباد-، كما قدما شكرهما للفريق الطبي المعالج برئاسة معالي دكتور عبدالله الربيعة على ما بذلوه من عمل طبي ممتاز، جعله الله في موازين أعمالهم.
من جهته قال سفير السودان لدى المملكة العربية السعودية عبدالباسط بدوي السنوسي إن التوجيه السامي الكريم لإجراء عملية فصل التوأم جود وجنى السودانيتين تعد لفتة طيبة مباركة من سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وقد عودنا دائما كما عودتنا قيادة المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين على هذه الأعمال الإنسانية لصالح المواطنين السودانيين وآخرين في دول إسلامية أخرى، ودائما عهدنا المملكة سباقة في أعمال الخير لصالح الأمة الإسلامية والعربية.