سعد الدوسري
بمجرد أن استبشر أهالي السعودية، بخبر اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أطلقته جماعة الحوثيين، باتجاه الرياض، حتى جاءهم خبرٌ تاريخي استثنائي؛ خبر إيقاف مجموعة من الأمراء والوزراء الحاليين والسابقين، على خلفية فساد مالي.
الخبران أسهما في تشكيل مفصل جديد للدولة السعودية؛ فهذا الوطن الآمن بإذن الله، لا يهاب من الصواريخ عابرة الحدود، ولا من الإرهاب المنظم، ولا من الخونة الذين يبيعون ويشترون فيه باسم الدين. كما أنه لا يهاب من فضح الفاسدين، مهما علتْ مراتبهم الأميرية أو الوزارية أو الاقتصادية أو الإعلامية. وهكذا، فإن ليل السبت الماضي، كان نهاراً مشعاً بعواصف الحزم العسكري والحسم الملكي في مواجهة الفساد، دون أية اعتبارات للأشخاص.
هي عاصفةٌ تليقُ بشعبٍ ينتظرُ أن يشقَّ طريقَهُ للمستقبل، ولا يمكن للمستقبل أن يكون، والفسادُ ينخرُ جسدَ الدولة من كل جهة، في محاولة لتفريغها من أموالها، وتوجيهها إلى هاويةٍ سحيقة. ولقد قلت قبل ذلك، وتحديداً مساء الجمعة الماضي، بأن على التحول الوطني أن يردم الهوة الكبيرة جداً، بين طبقة فاحشي الثراء الجدد، وبين طبقة الفقراء الجدد، وإلا لن تقوم له قائمة. تلك الهوة لم تأت من فراغ، بل من حجم الفساد المالي الكارثي، الذي تورط به رؤوس في الدولة، وثقَ به الملك، فخانوا ثقته.