أحمد المغلوث
أمد الله في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فهو ومنذ كان فتى اتسم بخصال عديدة جعلته متميزا ومعروفا لدى مختلف رجال الصحافة والإعلام في عالمنا العربي، وقبل سنوات كنت أحد ضيوف مناسبة وطنية كبرى اقيمت في عاصمتنا الحبيبة «الرياض» والتقيت في فندق الانتركونتينتال الكاتب وإلإعلامي الشهير ناصر الدين النشاشيبي، الذي كان هو ايضا ضيفا في هذه المناسبة، وعندما ناديته باسمه وهو يشاهد احدى فاترينات معروضات الفندق: «أستاذ ناصر».. كررتها أكثر من مرة، عندها التفت بدهشة أن واحداً يرتدي الملابس السعودية ينادي عليه باسمه وباحترام. فتطلع إلي وبدأت ملامحه التي ازدحمت حينها بالغضون وبدأت معالم الشيخوخة تزحف على جغرافية وجهه. وعرفته بنفسي وأخبرته بأني كنت اقرأ له منذ كنت صغيرا ما كان يكتبه في المجلات المصرية من مقالات وتحقيقات، فدهش وأصر على دعوتي لتناول الشاي معه، وهذا ما حصل. فرحنا نتحدث عن الصحافة واعجابه الكبير بمتابعة أبناء المملكة للصحافة العربية وكيف ان العديد من المجلات والصحف العربية تجد لها سوقا كبيرا بل وتحظى باقبال كبير من عشاق القراءة. وإذا به يشير إلى اعجابه الشديد بالملك سلمان، وكان ايامها اميرا للرياض، كيف كان فريدا من نوعه حيث يعتبر قارئاً نهماً ومتابعاً دقيقاً لما يكتب في الصحافة العربية، بل انه قال: عجيب هذا الأمير لا يترك صغيرة ولا كبيرة الا ولديه المام بها.. بل انه اضاف: اتوقع ان يكون له شأن كبير في المملكة.. وراح يضيف انه مسئول عربي شريف غيور على دينه ووطنه وأمته، إنه قائد استثنائي، انه من ذلك الطراز المتخصص في المتابعة الدقيقة لكل ما ينشر في الإعلام العربي وكثير من الزملاء لهم انطباعات مختلفة وإيجابية عنه، لذلك لا عجب كل الكتاب ورجال الإعلام يضعون له ألف حساب. تذكرت ذلك وأنا أتابع «الحدث» التاريخي العظيم الذي بثه تلفزيوننا السعودي مساء السبت حاملا عددا من الأوامر الملكية والتي اختص أولها بحماية النزاهة ومكافحة الفساد.
وكما أشارت صحيفتنا «الجزيرة» بأن ما تحقق من إيقاف 11 أميراً و4 وزراء حاليين وعشرات من الوزراء السابقين، إنما يؤكد للجميع ما وعد به خادم الحرمين الشريفين، بأنه لن تقوم للوطن قائمة ما لم يتم اجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة الفاسدين وكل من أضر بالبلد وتطاول على المال العام. ونفس الشيء ما إشار إليه سمو ولي عهده الأمين من محاربته للفساد.
وهكذا نجد ان قراءة الرجال ومنذ عقود تستطيع أن تؤكد حقيقة ما يتميز به القادة، مما جعل العالم يكبر ما تتخذه المملكة من قرارات تاريخية ومتميزة في مختلف المجالات. وهذا ما يميز السياسة السعودية وقادتها في مختلف الأصعدة، وحرب القيادة على مرض الفساد واستئصاله الذي استشرى بين بعض من ضعاف النفوس لهو دليل على حرص القيادة على محاربة الفساد بين الكبار والصغار وبدون تردد، حتى يصبح وطننا في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمين وطنا خاليا من أمراض الفساد المخالفة، وعهدا متميزا بالنزاهة، ومنبعا للعدالة، وكيانا شامخا يقف وقفة جادة امام الفاسدين، ووفيا لكل الشرفاء، اللهم آمين.