علي الصراف
يُطلق حزب الولي السفيه في لبنان من حين إلى آخر مجموعة أكاذيب لكي يعيش عليها. وعندما تنكشف الحقيقة، فإنه لا يشعر بالحياء مما قال. آخرها كان الزعم بأن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري معتقلٌ في السعودية، وأنه أجبر على الاستقالة.
لا يهم، على الإطلاق، كم كشف الواقع من تلك الأباطيل. ولكن السؤال هو: هل شعر حزب الولي السفيه بالخجل؟ هل لمعت قطرة الحياء على الجبين؟..
الجواب: أبداً. فالسفاهة لا تسمح له بالاعتراف بالكذب. ولا حتى بالاعتراف بالواقع.
كان بوسع الناس أن يدركوا بسهولة حجم التهافت على الافتراء، والسرعة فيه. ولكن التهافت لم يكن من دون سبب. ذلك أن حزب الولي السفيه، أراد أن يغطي على حقيقة التهديدات، المباشرة وغير المباشرة، التي تلقاها الرئيس الحريري، من جانب علي ولايتي مستشار خامنئي عندما التقاه عشية سفره إلى الرياض.
لا يخفى على أحد أيضاً أن حزب الشيطان في لبنان كان هو الذي يقف وراء قرار إعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق. هذا الأمر، على رمزيته، أراد أن يوصل للرئيس الحريري رسالة مفادها: نحن المنتصرون، ونحن الذين يحكمون، ونحن الذين يقررون، لا أنت. وإن لم ترض بهذا الواقع، فإنك مقضيّ عليك كما قضي على (الشهيد) الرئيس رفيق الحريري.
التهديدات المكشوفة والمبطنة، كانت فقط بحاجة إلى وقائع من قبيل أن يُظهر حزب الشيطان سلطته المطلقة، لكي يفيض الكيل. فلم يتردد ولايتي بالقول للرئيس الحريري «إن محور المقاومة ينتصر في لبنان وسوريا والعراق» لكي يوصل له الرسالة من جديد بأوضح المعاني.
أعلن الرئيس الحريري استقالته من الرياض من أجل القول إن الواقعين تحت سطوة الإرهاب الإيراني في لبنان، لا يملكون سنداً إلا في السعودية، ولا يجدون نصيراً إلا من لدن خادم الحرمين الشريفين.
وسرعان ما رد حزب الشيطان على ذلك بصاروخ باليستي إيراني أطلقه إرهابيو حزب الولي السفيه من اليمن على الرياض. ثم أنكروا. وكان من الطبيعي لمن امتهنوا الأكاذيب أن ينكروا، وأنكر معهم كل سفهاء طهران أيضاً.
وللإنكار معنى بسيط: هو أنهم ارتكبوا جريمتهم كما يرتكبها كل الجبناء الآخرين.
وما من حاجة إلى أن تعرف لماذا يتصرف إرهابيو الولي السفيه بجبن. الإرهاب كله جبان. ولهذا أساس وطيد في إيران.
تقوم إستراتيجية الإرهاب على إلحاق الأذى بالغير، بأقل الخسائر. إيران تعرف أن قوتها الدفاعية أقل من أن تكون ذات جدوى. وأنها لن تقوى على خوض حرب. وأنها أضعف اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً من أن تتورط بنزاع عسكري مباشر مع أي أحد، فأصبح الإرهاب خيارها الوحيد.
إسقاط ذلك الصاروخ، أسقط في الواقع كل ما تراهن عليه إيران في صناعة الألعاب النارية التي ينفق عليها حرس الإرهاب الثوري مئات المليارات.
سقط الصاروخ كما يسقط الذباب، ليقول لحزب الولي السفيه في طهران وفي غيرها، أن ما تراهنون عليه أقل من أن يشكل قوة حقيقية.
الشيء الذي يعرفه كل جبان رعديد، هو أن المواجهة التالية سوف تُسقط نظام الشياطين. فقد فاض الكيل ليس بدول المنطقة، وإنما بشعوب إيران نفسها. هم يعرفون ذلك. ويعرفون أنهم لا يملكون في مواجهة الواقع، إلا الأكاذيب، إنما ليكذبوا بها على أنفسهم قبل الغير. أما قطرة الحياء، فقد زالت من على الجبين، منذ وقت بعيد.