«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
ثمن البروفيسور عبدالعزيز بن ناصر المانع لقسم اللغة العربية بكلية الآداب، في جامعة الملك سعود، عقده لـ«الندوة العلمية» لتدشين كتابه: (على خطى المتنبي) قائلا: أقدم شكري نظير هذا الاحتفاء، لقسم اللغة العربية الذي لم أعد أنتسب إليه إلا شرفا أحمله على رأسي، أما كتابي على (على خطى المتنبي)، فقد جاء صدفة لفكرة راودتني عندما كنت في الجوف، وتحديدا في (بسيطة)، أرض الزيتون إذ حدثنا آنذاك مضيفنا الدكتور المثقف زياد بن عبد الرحمن السديري، بأنها بسيطا هي التي خلدها المتنبي في شعره، ما أثار في نفسي الموضوع الذي منه انطلقت لتأليف هذا الكتاب.
وعن خطة المانع في تأليف كتابه، فقد وصفها لـ»الجزيرة» قائلا: خطتي في إنجاز هذا الكتاب - بإيجاز- قامت على تقسم طريق رحلة هروب المتنبي إلى أربعة مقاطع، الأول منه المقطع البصري الذي يبدأ من الفسطاط وصولا إلى سيناء ومنها إلى العقبة، أما ثانيها، فيبدأ من العقبة إلى الشمال ومنه إلى تربان ومنه عبر عدة أماكن ما بين الشمال الشرقي، والشمال الغربي، وصولا إلى رأس الصوان، ثم ينخرط إلى دومة الجندل، ليدخل بعد ذلك في النطاق الجغرافي للجزيرة العربية لينتهي عند هذه الحدود المقطع الثاني من رحلة هروب أبي الطيب المتنبي؛ أما عن المقطع الثالث فبدأته من الجوف إلى عرعر، لأنتقل بعده إلى رابع المقاطع الذي يجسده مقطع العراق، إذ تقصيت كل المصادر، وهذا عمل (نظريّ)، كان لا بد لي أن أطبقه على خريطة «رسمية»، فالخرائط التي في السوق لا أقبلها، لذلك ذهبت إلى (المساحة العسكرية)، فأخذت منها خريطة طولها أربعة أمتار، وعرضها متر ونصـــف المتر، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الأردن، فطلب الخرائط بطريقة رسمية بعد ما وجدته من رفض مبدئي لتأتيني بعد ذلك، لأنتقل إلى مصر، حيث طلبت الخرائط التي وجدت أنها تمر بجوار المساحة العسكرية المصرية، التي تعدّ منطقة من الحساسية بمكان، ما جعل الحصول على خرائط من هذا النوع ومن جهات رسمية صعبا أيضا.
وعن منهج الجمع بين قطبي (النظريّ)، و(العمليّ)، في تتبع طريق رحلة هروب المتنبي، تتبعا استقصائيا علميا، قال المانع: كنت أطبق النظري على الخرائط، ثم أطبق النظري والخرائط على الميدان، كي أخرج بخريطة صحيحة عن رحلة المتنبي، وقد ساعدني في هذا ما قدمه لي وسفره - أيضا - معي نائب المساحة العسكرية الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم العبيداء، وبدونه وبدون فريقه لم أكن لأستطيع أن أخرج بهذه الخريطة الدقيقة التي تقرب من الحقيقة ما يمكن، ما أستطيع أن أصفها بأنها تقترب مبدئيا من الحقيقة من 80 % لتصل في مستوى مقاربتها في الحقيقة إلى 90 % من الخارطة الحقيقية للرحلة، معقبا على مداخلات الندوة بقوله: على كل مداخلة أو ملاحظة أو وجهة نظر، لديّ ردود علمية وميدانية مقنعة لا مجرد رد واحد، مختتما حديثه بأنه يخطط لإنتاج فيلم وثائقي عن المتنبي.