«الجزيرة» - المحرر التشكيلي:
استغل العميد المتقاعد المهندس المعماري حافظ الحريقي الذي يوجد في الولايات المتحدة مرافقًا لبناته لإكمال دراستهن العليا فرصة إقامة مناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمملكة الذي أُقيم في واشنطن لعرض عدد من لوحاته التشكيلية التي أثبت من خلالها أن الفن لا يموت، وإنما يبقى هادئًا إلى أن تأتي لحظة التجلي. وقد حظي العميد حافظ باللقاء بصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين بالولايات المتحدة الأمريكية خلال تشريف سموه الحفل، وجولته على ما قُدِّم من رموز الثقافة السعودية وتراثها ضمن فعاليات الاحتفال. وقد اعتبر العميد حافظ هذه الفرصة وهذا اللقاء مع سمو الأمير خالد بن سلمان ومشاهدته لوحاته من الأوقات التي لا تُنسى، بل مصدر اعتزاز؛ إذ استمع سموه إلى شرح من العميد حافظ عن لوحاته التي استلهمها من الوطن بكل رموزه، وبعضها الآخر من التراث. ويقول العميد حافظ إن الفنون عامة، ومن بينها الفنون التشكيلية، رسالة ثقافية ومجتمعية كبيرة، ينطوي من خلالها إيصال العديد من مغازي الحياة، التي لها أثر عميق في النفس؛ إذ يكمن الإبداع والتميُّز والتفرد والأصالة في هذه الفنون في كونها وسيلة راقية للتعبير عن الأفكار والمشاعر الإنسانية، وهذا ما أسعى إليه في تذوق الفرد والمجتمع لهذا الفن الذي أقدمه في لوحاتي التي تُعنى برسم البورتريه، وهو فن رسم الشخصية من وجهة نظر الرسام في شخصية الإنسان الذي يرسمه. ويعتبر فن البورتريه أحد أنواع الرسم التي ينظر إليها الفنانون على أنها معقدة لاعتمادها على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه. وهذا الفن له عشاقه ومتذوقوه بمختلف شرائح المجتمع، وهو ما أطمح إليه مستقبلاً في تنمية هذا الفن وطرحه بشكل أكبر عبر المجتمع السعودي من خلال التوسع في نشر هذا الفن بواسطة المعارض والمهرجانات المقامة.
صورة خادم الحرمين الشريفين
ويضيف العميد الحريقي بأن الفن إحدى أهم أدوات تمثيل الدول، ويساهم دبلوماسيًّا في إيصال العديد من الرسائل عن الدولة وشعبها، وتعبيرها عن ذاتها، وخصوصًا للمجتمع الأمريكي الذي يولي الجانب الفني اهتمامًا بالغًا نظرًا لتقديره لدور الفنان، واعتباره سفيرًا لثقافته ومجتمعه.
صور تراثية
ولكونه مهندسًا معماريًّا فقد اهتم كثيرًا - كما يقول - بالبناء التراثي، خاصة البناء بالطين؛ كونها المادة التي تناسب بيئتنا، وتحكي التراث السعودي. وقد بدأت فعلاً بمشروع يقام بمنطقة تاريخية قديمة، يزورها الكثير من الأجانب، وأستطيع من خلالها التوسع في نشر وتوضيح نمط الحياة القديمة بالبناء أو بالرسم، وتكون أداة إعلامية تثقيفية لنشر هذا التراث للعالم.