محمد المنيف
ما يجري في الساحة التشكيلية من اندفاع من بعض التشكيليين الشباب عند دعوتهم إلى مسابقة أو معرض جماعي ضمن أي فعالية تشكيلية بتقديمهم أعمال فنية من لوحات وخلافها غير مكتملة البناء وغير ناضجة لا تحمل فكرة تستحق الوقوف أمامها أو اقتناءها ولا مستوى تنفيذ يلفت النظر، بعضها وليد اللحظة للحاق بالمشاركة.
هذا الاندفاع يذكرني بالوجبات السريعة التي تلبي حاجة جائع مستعجل لا يتحمل طهي وجبته على نار هادئة تضمن له الطعم اللذيذ واكتمال النضج ليسهل هضمها عقلاً وفكراً ووجدانًا.
هذا الواقع يختلف تمامًا عمّا يجب أن بكون فبإمكان الفنان الاعتذار عن المشاركة في حال عدم اكتمال العمل الذي يقوم بتنفيذه أو يعتذر أيضًا في حال عدم وجود أعمال جاهزة تستحق العرض.. بمعنى أن على الفنان أن يحترم عمله ويقدر ثقة من قدم له الدعوة ويحرص على أن يبقي حضوره بأعماله أثرًا يستمر إلى أن يقدم أعمالاً أخرى يضيفها لنجاحاته السابقة.
ان العمل الفني الحقيقي إن لم يكن متضمنًا فكرة مؤثرة وتنفيذًا عالي القدرة فلن يبقى في الذاكرة، ولن يسجل لصاحبه تاريخًا أو موقعًا في مسيرة الفن التشكيلي، قد يقول قائل إن الفراغ الذي أحدثه عدم وجود كليات أو معاهد متخصصة في مجالات الفنون التشكيلية سببًا في تدني مستوى ما يقدم في بعض المعارض، هذا العذر غير مقبول اليوم الذي وجد فيه الكثير من الفنانين الشباب سبل تلقي الخبرات مع من يرون فيهم ما يرضي طموحهم من مختلف دول العالم من خلال صفحاتهم في الفيس بوك أو ما يطرح من خبرات عبر اليوتيوب من فنانين لهم تاريخهم وتجاربهم من أي موقع كان، يقدم فيه الفنانون المخضرمون أصحاب الأسماء المعروفة في بلدانهم منهم العراقيون والمصريون وأيضًا العالميون الذين أنتجت لهم مؤسسات متخصصة فيديوهات وهم يمارسون الرسم ينفذون لوحاتهم خطوة بخطوة ليتعلم المبتدئ كيف يعاني الفنان لإنتاج عمله بصبر وتأنٍ، هذه السبل في حال متابعة أصحابها ستمنح المبتدئين خاصة فرصة لكسب الخبرة والفنانين عامة بتجديد روح إبداعهم.