فهد بن جليد
من يُراقب الأحداث والمناسبات التي عاشها السعوديون الأسبوع الماضي، يعلم يقيناً عظم هذا الشعب وهذه الأمة السعودية، وتوحدها بصدق وإخلاص خلف قيادتها، في مشهد يندر تكراره في بلدان كثيرة، رغم أن بعض هذه التحديات تمرُّ علينا للمرة الأولى، مما يتطلب أن نعيد النظر إليها بشيء من التأمل والتفكير والمراجعة، مع بداية إجازة نهاية الأسبوع التالي.
البداية كانت مع إطلاق الصاروخ الإيراني (الباليستي) الفاشل تجاه الرياض من الحوثيين الخونة، حيث توَّحد السعوديون في ليلة المحاولة الفاشلة للهجوم على الرياض، مع وجود ترسانة قوية من الدفاعات الجوية، فمن أطلق الصاروخ يعلم أنّ مصيره الفشل في نهاية المطاف، ولكنَّها محاولة بائسة لتشتيت الانتباه عن خسائر الحوثيين في اليمن، وما تعانيه إيران من تقهقر وتراجع لسياساتها الطائفية في العواصم العربية، ومحاولة لكسب هائلة إعلامية ومكاسب زائفة لا أكثر، ويبدو أنَّ السحر انقلب على الساحر فإيران وقعت في شراك أعمالها، مع تصاعد الإدانات العالمية الواسعة والصريحة، وتوجيه أصابع الاتهام والتورط نحو إيران وأدواتها الفاشلة، وسط توقعات برد (ملائم ومناسب) يوقف البلطجة الإيرانية والتهور الذي يقوم به وكلاؤها في المنطقة نيابة عنها، من الأحزاب والجماعات الإرهابية.
عاد السعوديون من جديد وفي - ذات الليلة - للالتحام مرة أخرى، فرحاً بإجراءات عملية تؤكد عزم القيادة الرشيدة على محاربة الفساد ومحاسبة المتورطين، وهم يستمعون للأخبار المُتتالية، العالم كُلّه مذهول إجراءات سعودية سريعة وصارمة وجادة، تشكيل لجنة عُليا لحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام، مساواة في التطبيق بين جميع أفراد المجتمع بدأت بالأمير والوزير ورجل الأعمال - لن ينجو مفسد من العدلة - ذلك هو العنوان الأبرز في الخامس من نوفمبر الذي سيذكره السعوديون كثيراً (كل عام) كيوم تاريخي مجيد لمحاربة الفساد والقضاء عليه.
صباح اليوم التالي الكل ذهبوا إلى أعمالهم بتفاؤل كبير, مع ولادة شمس النزاهة، وسطوُّعها من جديد في كبد السماء، المملكة تبدأ أسبوعاً نشطاً - كعادتها في كل أسبوع - عشرات المؤتمرات، المناسبات، الأحداث، الزيارات الرسمية والتفقدية والعملية، الفاسدون وحدهم فقط لم يروا ذلك..
غداً نكمل أحداثاً مجيدة عاشها السعوديون في أسبوع النزاهة والتلاحم والتوحد خلف القيادة.
وعلى دروب الخير نلتقي.