عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) يبدو لي والله أعلم أن الزمن الجميل عائد على مختلف الأصعدة وبالذات على المستوى الرياضي وخاصة كرة القدم التي عرفت منذ الأزل أنها لعبة الطبقة البسيطة قبل أن يقتحمها أصحاب الطبقة المخملية من رجال الأعمال وشخصيات اعتبارية منهم من وجدوا لمصالح شخصية أو بحثًا عن الشهرة وكان ثمة حضور لمعظمهم وليس جميعهم أن جعلوا الرياضة وكرة القدم هدفاً للإنجازات الشخصية مما سبب تراكمات من المشكلات والديون والأزمات العديدة والمتفرعة ومنها المشكلات المالية وقبل اقتحام أصحاب المصالح والباحثين عن الشهرة كانت الأندية تسير حسب إمكاناتها وما يتيسر لكل نادٍ من موارد سواء رسمية أو شرفية ولم تحل المصائب إلا بعد ما أصبحت الأندية والكيانات رهينة على طبقة معينة معظمها لا تتوافر لديه القدرة الكافية إداريًا أو ماليًا والحقيقة أنها ظاهرة قد عمت المحيط العربي والخليجي خاصة لم يكن الأمر على النطاق المحلي فقط مما اضطر لدمج أكثر من نادٍ في نادٍ واحد لدى بعض الدول لتقليص المصاريف واختصار المديونيات ومن خلال ما يحدث حاليًا من إصلاح وإعادة إلى ما كنا عليه في الوقت الجميل وهذا ما هو واضح والتوجه أن يكون فلم يعد لأصحاب النفوذ والوجهاء والباحثين عن الشهرة واستغلال المناصب دور في أي مجال خاصة الرياضة التي كانت جميلة في تنافسها ومعناها وحضورها إلى وقتٍ قريب وما انحرافها إلى غير أهدافها في طريقه للزوال فكل شيء في غير مجاله وتخصصه لا بد أن يزول ويعود الوضع إلى حالته الطبيعية وهذا ما هو يلوح في الأفق أن يعود الوقت الجميل والبسيط في وطن يحبه الجميع ويحميه بعد الله ويعشق ترابه.
نقاط للتأمل
- عرفت الرياضة وخاصة كرة القدم أنها لعبة الفقراء والبسطاء حتى إداراتها منها وفيها لأنها تشغل من لا شغل له وتسلي طبقة بسيطة في المجتمع ولكن دخول الأقوياء ماديًا ووجهاء المجتمع في المجال الرياضي وجعلها هدف لتحقيق الإنجازات الوقتية المسجلة بأسمائهم جعلت منها منافسة أشبه بالعقارية وهذا ما جعل التنافس النزيه البسيط يتلاشى ولكن مع ما يحدث حاليًا يبدو أن الوقت الجميل والتنافس الحلو والبسيط عائد بإذن الله.
- بعد إعلان تشكيلة المنتخب الأخيرة استغربت ضم اللاعب مختار فلاته من قبل المدرب باوزا الذي لم يشاهده منذ قدومه لعدم منح اللاعب فرصة لتمثيل فريقه ومع أول مشاركة ودية يحرز الهدف الثاني أمام منتخب لاتفيا وهنا اسأل هل شاهده عبر تسجيلات سابقة أم ذكر له من قبل طاقمه المرافق من اللاعبين السابقين وفي كلا الحالتين يعد عملاً إيجابيًا يجب أن يستمر في الاختيار بعناية.
- يبدو أن نادي الشباب في طريقه إلى عدة أزمات وسيحل به ما حل في نادي الاتحاد فلم يعد مقعد رئاسة النادي مطمعًا لأي من رجاله ومحبيه ناهيك عن المشكلات العالقة التي كادت واحدة منها أن تعرضه لعقوبة قاسية لولا التدخل الموفق من قبل معالي رئيس الهيئه ناهيك عن المشكلات الداخلية الذي من أبرزها خسارة عدد كبير من اللاعبين دون مقابل وكل ما يأمله أي رياضي أن يستمر شيخ الأندية ويبتعد عن وضع الانهيار الذي ليس ببعيد إذا ما لم يكن لرجال الشباب تدخل سريع وقوي يعيد وضع النادي إلى حالته الطبيعة.
- يبدو لي أن معظم الأندية ستكتفي بما لديها من لاعبين محترفين أجانب وقد لا تسعى إلى تعاقدات جديدة في الفترة الشتوية لسببين الأول الأزمات المالية وثانيًا كفاءة اللاعبين المتوافرين حيث معظم من يكون متاحًا شتويًا غالبًا ما يكون عاطلاً ومنسقًا وعلى الرغم من أن بعض الأندية تبحث عنهم لسعرهم الرخيص ولعدم توقفهم عن اللعب ودائمًا ما تشرب الأندية لدينا من نفس كأس المقالب في كل فترة شتوية والأمل في لجنة الاحتراف التي يجب ألا توافق على كل اللاعبين وينحصر على المميزين فقط ومن سيضيف ويفيد لاعبينا وملاعبنا وما نتطلع إليه.
- خاتمة: الطيبون لا تتغير صفاتهم حتى لو تغيرت أحوالهم، فالكريم يظل كريمًا حتى لو افتقر والمتسامح يظل متسامحًا حتى لو ظلم.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائمًا نلتقي.