لندن - بندر الرشودي:
احتفى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة في لندن في مقر السفارة بالطلبة والطالبات المتفوقين والخريجين لهذا العام من الجامعات البريطانية والذي بلغ عددهم 60 طالباً وطالبة من مختلف التخصصات العلمية، بحضور الملحق الثقافي في المملكة المتحدة الدكتور عبد العزيز المقوشي وأعضاء الملحقية والسفارة وبعض من مسؤولي الجامعات والملحقيات والهيئات الأكاديمية.
ورحب سموه في مستهل كلمة له بهذه المناسبة بالحضور معرباً عن سعادته بلقاء نخبة من الطلبة والطالبات المتفوقين والمتميزين في الجامعات البريطانية.
وقال سموه «إن حب العلم هو أحد الأسس الفكرية التي قام عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وتبعاً لذلك، أعطت قيادتنا الرشيدة أيدها الله المواطن جل اهتمامها منذ التأسيس وحرصت دائما وأبدا على تشجيع أبناءها على تحصيل العلم والجد للحصول على أعلى درجاته، وإن مهمتكم الجليلة تسير في هذا المضمار وتسلك هذا السبيل».
وأضاف سموه «إن المملكة يقودها رجل استثنائي في تاريخ الوطن، سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أدام الله عزه - الذي عاصر الملوك منذ توحيد المملكة، ويختزن رؤى وطموحات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - حتى أصبح هذا الوطن مؤثراً فاعلاً ومسهماً في صياغة القرار الدولي».
وتابع سموه «ولمتابعة المسيرة، أطلق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - رؤية المملكة 2030، والتي تقوم محاورها على تحقيق اقتصاد مزدهر في مجتمع حيوي لدى وطن طموح وتكوين فرص جديدة وتنافسية جاذبة مع مسؤولية وطنية قائمة، وهذه المحاور والأهداف لا يمكن تحقيقها بدون أمرين اثنين هما اكتساب المعرفة والعلم، وإبراز طاقات الشباب وقدراته الابتكارية لتحقيق خطة المستقبل، وأنتم أبنائي وبناتي تقعون في قلب هذه الرؤية وهي تعتمد عليكم بعد الله تعالى».
واستطرد سموه «لقد استثمر فيكم وطنكم وهو يعقد الأمل على أن تكونوا رواداً في مجالاتكم العلمية ويتحقق من خلالكم تحقيق التميز العلمي وتكوين المواطن الصالح الذي يحقق قيم المواطنة وواجباتها نحو الوطن في خدمته وفي تحقيق الأمن والسلم والخير للجميع».
وأوضح سموه «إن وطنكم الكريم هو موطن الحرمين الشريفين وقد بذل آباؤكم وأجدادكم الغالي والنفيس لتأسيس هذا الوطن مع الملك المؤسس ولا يوجد أمر يحقق خدمة هذا الوطن في جيلكم اليوم ويضمن استمرارية الرسالة، إلا الجد والاجتهاد في العلم والتكاتف مع القيادة لنحقق بسلوكنا قيم وطننا الإنسانية القائمة على الإحسان والخير اعتماداً على شرع الله تعالى، والقيم التي تربينا عليها، إن الوطن في حاجة إلى كلٍ منكم رجلا أو امرأة لبنائه ولمواجهة أعدائه».
وأضاف سموه «في مثلِ هذه الظروف يجبُ علينا أن نتذكر القيمة السامية للمواطنة الحقيقية وأنها هويةٌ وانتماءٌ وولاءٌ وتأكيدُ معاني الانتماءِ والمواطنة يأتي عبر ممارستهما سلوكاً وثقافةً وقناعات والتزاماً وحرصاً على المنجز الوطني بكلِّ أشكاله وتجلّياته سواء أكان من قبل المسؤول أم من قبل المواطن».
ووصى سموه في كلمته بتقوى الله تعالى في كل الأمور واتخاذ النزاهة والأمانة والإخلاص منهجا في الحياة، داعياً الله لهم بالتوفيق والسداد لما فيه خدمة دينهم ووطنهم، كما قدم سموه الشكر للقائمين على متابعة شؤون الطلبة والطالبات الدراسية في الملحقية الثقافية، وخص بالشكر الملحق الثقافي لدى المملكة المتحدة الدكتور عبد العزيز المقوشي.
وختم سموه كلمته بتهنئة أولياء الأمور الذين دعموا أبناءهم وحثوهم على المثابرة في تحصيل العلم والتربية الإسلامية السليمة. وبدعاء - المولى عز وجل- أن يحفظ قيادتنا الكريمة ويديم على بلدنا نعمة الأمن والاستقرار.
وفي ختام الحفل، سلم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الشهادات للمتفوقين والمتفوقات.
وأعرب الطلبة والطالبات من جهتهم عن سعادتهم الغامرة بتهنئة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف وعلى دعمه لهم ومباركته لهم تخرجهم، ومساندة الملحقية الثقافية ودورها في تحصيلهم العلمي، داعين المولى عز وجل أن يوفقهم في مستقبل مسيرة عملهم، وأن يعودوا لأرض الوطن ليبذلوا العلم والعمل لرفعته ولنقل جميع ما تعلموه لخدمة ثراه الغالي وأبناءه.