عمر إبراهيم الرشيد
ليست هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها عن قطاع صار اليوم صناعة عالمية وتخصصات تدرس في جامعات دولية عريقة وأقصد قطاع الرياضة. وإذا استحضرنا مثال الاتحاد الدولي لكرة القدم كأغنى منظمة غير حكومية في العالم تتضح الصورة. حدث لدينا مؤخرًا نقلة نوعية في عمل الهيئة العامة للرياضة بوصول قيادي لديه شغف بالعمل والنجاح، وهذا انطباع شريحة واسعة من المجتمع بالنظر إلى مجموعة القرارات والإنجازات والتنظيمات خلال فترة عمل وجيزة. ولست هنا في وارد المدح إنما هو انطباع الجمهور كما قلت، وإلا كل يشهد له عمله في المقام الأول ولا يمكن إرضاء الجميع على كل حال، إنما العبرة في النتائج والنجاح وقطف الثمر بعد الجهد والعمل. أعجبني البعد الإنساني والأخلاقي في قراراته، منها إعادته للمعلقين المخضرمين: محمد البكر، غازي صدقة وناصر الأحمد الذين أسعدتنا عودتهم. وفرض احترام اللباس اللائق للجمهور في الملاعب وغيرها. وقد حفزني هذا التفاؤل والانطباع الاجتماعي والرياضي الإيجابي لكتابة مقالي هذا مقدمًا اقتراحات لمعالي رئيس الهيئة تركي آل الشيخ وإدارته، إذ إن المملكة بأراضيها الشاسعة تتوافر على مناطق صالحة لرياضات معينة، منها سباقات الدراجات واختراق الضاحية والماراثون، وهي رياضات لم تأخذ نصيبها من الاهتمام والتشجيع. أقول هذا وشخص بمثل هذا النشاط والرغبة في أحداث النقلة والتغيير في قطاع الرياضة حري بإعادة الشعبية والاهتمام لهاتين الرياضتين، إذ إنهما قبل عقود من الزمن كانتا أكثر انتشارًا منهما حاليًا أو قل أنهما شبه غائبتين حاليًا عن الساحة الرياضية في البلاد. كذلك لا ننسى فائدة نشر وتشجيع ألعاب أخرى غير كرة القدم، لتكون لدينا أكثر من لعبة ننافس بها في الأولمبياد والمسابقات الدولية.
وإن كان العذر لدينا في صعوبة الأجواء وحرارة الطقس، فلدينا المنطقة الجنوبية بأجوائها الباردة صيفًا وأمطارها على مدار أشهر في العام، وبوجود الطرق عبر مدنها في أبها والباحة وعسير وبغطائها النباتي، فهي ملائمة لإقامة سباقات الدراجات الهوائية، على أن تنظم أيضًا على مستوى دولي بعد اكتساب الشباب لدينا الخبرة الرياضية والإدارية لتنظيمها. أما الفوائد فتتعدى الجانب الرياضي إلى نشر مثل هذه الرياضة والتشجيع عليها لتعزيز الجوانب الصحية في المجتمع، وبناء جيل صحي ومكافحة الأمراض المهددة لصحة المجتمع، كالسكر وضغط الدم المرتفع والمفاصل وغيرها من الأمراض النفس- جسمانية. إضافة إلى هذا فسوف تنشط السياحة لدينا لتصبح نوعية جالبة للجمهور من مختلف الجنسيات، فينشط معها الجانب الاقتصادي وتتوافر فرص عمل موسمية وثابتة للشباب السعودي من الجنسين. والأمر كذلك بالنسبة لرياضة اختراق الضاحية، والدراجات النارية، وسباق السيارات القديمة والرياضية، وغيرها مما ينشر ثقافة الرياضة للرياضة وللصحة، بعيدًا عن التعصب أو أجواء المشاحنات وتفريغ الرياضة من بعدها الحضاري والإِنساني. كذلك يمكن إقامة مسابقات محلية ودولية خلال فصل الشتاء في المناطق الداخلية من المملكة، مثل ما هو معمول به في رالي حائل كمثال، وهو مهرجان أكثر من رياضي لأنه أصبح موسمًا سياحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا فاعلاً في المنطقة والمملكة عمومًا، ويحظى بحضور محلي ومشاركة دولية ومتابعة إعلامية واسعة، وهذه من فوائد مثل هذه المسابقات والتنظيمات كما قلت وكما يكتب وكتب غيري الكثيرون، إذ إن موضوعًا كهذا بديهي، إنما القصد إضاءة زوايا قد تكون معتمة بالنسبة للبعض ومن باب التذكير من أجل الصالح العام ورقي هذا المجتمع، وهذه رسالة الصحافة الجادة الملتزمة، والله من وراء القصد.