من عرف مقرن عرف نجله الأمير منصور.. عرف أن الاثنين ما يحلان في مكان إلا وزرعا فيه أثر المحبة التي لا يمحوها الزمن، ولهذا فإن فراقهما دائما ما يحدث لوعة في النفس؛ فالأمير منصور «رحمه الله» نسخة من والدنا الذي عرفناه وأحببناه في حائل، ذكراه ما زالت تعطر قلوبنا صغيرنا وكبيرنا، وقد آلمنا المصاب يوم حزن والدنا مقرن، وبقي فينا ما يواسي أحزاننا وجوده بيننا، وإن كنا فقدنا واحدا من خيرة شباب الوطن.. (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)، فقد شاء الله أن يغيب الأمير منصور بن مقرن «رحمه الله».. وعلى الرغم من إيماننا بالقدر خيره وشره، إلا أنه كان يوما حزينا على كل الوطن بكل أطيافه وفئاته، من عرفه ومن لم يعرفه؛ لكن أكثر الناس إيلاما لفقده هم أناس عرفوه وعايشوه، وآخرون عرفوه من صدى ثناء أهالي منطقة عسير كلها، فالمصاب جلل، أفقدنا إنسانية رجل مسئول نسج بين مواطني عسير روح المحبة والأخوة والنخوة التي ورثها عن أبيه (حفظه الله).
في أحيان وإن عظمت المصيبة، قابلها فرح يوازيها حين نلمس عظم محبة الناس لفقيدهم، ونشعر أن له خبيئة عند الله، جسدها في حب الخلق له، ومن أحبه الله أحبه الناس.
سيدي سمو الأمير مقرن: يعجز اللسان والقلم أن يبوحا بما في خواطرنا من ألم، وحزن، ولكنها سنة الحياة تمضي بأقدارها على الجميع، وتبقى ذكرى الراحلين الطيبة هي الحياة التي تبقيهم أحياء بيننا، لم ولن ننساك ما حيينا، ولن ينسى أهالي عسير منصور ببشاشته ولطفه وإنسانيته، وستبقى ذكراه جميلة في مخيلتهم، تستحق الدعاء بالرحمة من أعماق قلوبهم له، وهذا فضل من الله على عباده الصالحين.
سيدي: ما يهون علينا المصاب أنك بيننا، وأنت من تعلمنا منه الكثير من نبل الأخلاق والتواضع، وإن منصور بجوار ربه مطمئن تلفه دعوات الملايين بالرحمة والعفو والمغفرة.. رحم الله من رحل وأسكنه فسيح جناته وألهمكم سيدي الصبر والسلوان إنه سميع مجيب.
** **
خالد بن علي السيف - رئيس الغرفة التجارية الصناعية بحائل