د. خيرية السقاف
يُخضُّ اللبن بُغيةَ زبدته..
ويُشحذ الفكر بُغية حِكمتَه..
ويُمتحَنُ الضَّمير بُغية صدقِه..
وللمعادن محكاتها..
كما القلوب لها محكَّات يقينها, وفراغها..
كما الخيط الأبيض محكٌ
بين ليل آفل, ونهار قادم..
:
هذه المحكات لا نجاة منها..
ولا قفز عليها
حين تُرادُ المبتغيات
كالتي تموج على سطوح الحياة
بين الناس..
حتى الماء يقاس عمقه, ومداه, ومآله..
حتى البروق عن سحابات ممطرة
أو تخاتل..
بل حتى القول معناه
ومرماه..
:
من لا قياس له يُفْرِطُ, أو يُفرِّطُ..
وقد تتوه عنه, وفيه الخلاصة المبتغاة..
كما الخضُّ محكٌّ..
يفصل بين الدَّسم, وصافي اللبن!!..