إبراهيم عبدالله العمار
خبراء المنطق عزلوا وعرّفوا المغالطات المنطقية التي يقع الكثير من الناس فيها، وقد رأينا من قبل نماذج منها، مثل مغالطة الشخصنة، فإذا تجادل اثنان يترك أحدهما مناقشة رأي الآخر ويهاجم شخصه ظاناً أنها وسيلة لدحض حجته، ومنها مغالطة الاستثناء الخاص، حيث يطبّق الشخص معياراً لكنه لا يطبّقه على نفسه أو معارفه ويذكر حجة واهية، كمن يطالب بتطبيق عقوبات شديدة على من يقود تحت تأثير الكحول ولكن إذا عرف أن ابنه فعل ذلك يدافع عنه بأشياء مثل «ولكنها أول مرة يفعل ذلك!»، وهكذا.
من المغالطات المخادعة مغالطة «وماذا عنك؟»، والتي تسمى بالإنغليزية Tu quoque، وهنا يهاجم الخصم حجتك لأنك لا تطبّقها. في هذه المغالطة لعلك تدعو إلى شئٍ ما، كأن تحث على الرياضة كوسيلة لإنقاص الوزن وأنت وزنك زائد، فيقول أحدهم: لا تدعُ إلى الرياضة للتنحيف وأنت سمين! ويكمن مصدر الخطأ في هذه المغالطة أن عدم تطبيقك للمبدأ الذي تدعو إليه لا يعني بالضرورة أن المبدأ خاطئ. يمكن لغير الرياضي أن يحث على الرياضة، يمكن للجاهل أن يشيد بالعِلم.
مغالطة شائعة هي مغالطة تحكيم الجهل أو عبء الإثبات، وهنا يرى الشخص أن الجهل بالشيء يكفي للحكم عليه. مثلاً: من يزعم وجود أطباق طائرة قد يشير إلى ضوء في السماء ويقول: هذا ليس نوراً من صنع البشر وليس نجماً ولا ظاهرة طبيعية، لذلك فهو طبق طائر قادم من كوكب آخر. وإذا اعترضتَ بطلب الدليل على ذلك يقول لك: وهل لديك دليل أن هذا ليس طبقاً طائراً؟ كلاكما لا يدري ماهية النور، لكن مجرد عدم العلم بشيء لا يكفي للشخص أن يحكم قطعياً أنه شيء معين يوافق هواه أو تحيزاته.
فكر في مناظراتك ومناقشاتك في العادة. هل تلاحظ أن هذه المغالطات تظهر في كلامك كثيراً؟