بريدة - «الجزيرة»:
تحت رعاية حرم سمو أمير منطقة القصيم سمو الأميرة عبير بنت سلمان المنديل وبحضور حرم نائب أمير منطقة القصيم صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، انطلقت مساء أمس الأول فعاليات ملتقى ظاهرة التحرش والمقام في مركز الملك خالد الحضاري بتنظيم من مجلس فتيات القصيم والممتد ليومين بحضور نخبة من الأكاديميين والأكاديميات.
حيث ابتدات فعاليات الملتقى بآيات من الذكر الحكيم، بعد ذلك انطلقت ورش العمل للحديث عن ظاهرة التحرش، وأكَّدت أمين مجلس فتيات القصيم منال المهنا بأن هذه الظاهرة تستحق التأمل والوقوف على أسبابها والوصول إلى علاجها بعدما دقت تقاريرها ناقوس الخطر وظهرت مخالفات كثيرة مما يوجب علينا أن نسعى إلى نشر ثقافة التوعية، فيما أكَّدت الاختصاصية النفسية أريج المعلم بأن وجود الازدواجية في مجتمعنا يؤثر سلبًا على فطرة الإنسان عمومًا والطفل على وجه الخصوص، مؤكدة بأن التحرش له أشكال متعددة وبالشفافية والعودة لأصول الدين يكون الحل ونحمي شبابنا ونعدل من مفاهيمنا حول العلاقات، وأوضحت استشارية طب الأسرة والجودة الصحية الدكتورة لمياء البراهيم خلال مداخلتها بأن أسباب التحرش كثيرة وقد تكون اجتماعية أو نفسية، مؤكدة بأن التحرش ينتج بسبب عدم وجود نظام رادع للمسيء، بعد ذلك هنأت الباحثة الاجتماعية أريج غندورة عبر مداخلتها فتيات القصيم بهذه المبادرة، مبينة بأن انتشار ظاهرة التحرش عائدة لعدد من الاضطرابات النفسية، مؤكدة بأن تلك الظاهرة ارتبطت بالصمت لافتقاد نسبة من أفراد المجتمع لثقافة الحوار مع الأطفال خصوصًا النساء والخوف من الخجل والحديث بشفافية، وأكَّدت المحامية أفنان الحنطي بأن جهود الجهات المختصة في التوعية والوقاية من التحرش والتعامل معه واضحة ومؤثرة لكننا نحتاج إلى التوعية بتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة وعدم التهاون عن الحقوق وتحمل المسؤولية لعدم تكرار فعل الجاني، مؤكدة بأن التستر على المسيئين يمنحهم فرصة تكرار الإساءة ويعطل عدالة الحق العام، وبين المستشار القانوني محمد الوهيبي عبر الدائرة التلفزيونية بأن التحرش جريمة حرمتها شريعتنا الإسلامية منذ 1400 عام وهناك أحكام صادرة في قضايا التحرش، مبينًا بأن توجيه خادم الحرمين الشريفين بسن نظام مكافحة التحرش ليكون هناك عقوبات واضحة ورادعة للمسيئين.
وأكَّدت حرم سمو أمير منطقة القصيم الأميرة عبير بنت سلمان المنديل أن مثل هذه الملتقيات التي تشكل موضوعاتها هاجسًا لدى المجتمع هي إحدى الخطوات المباركة التي شهدتها منطقة القصيم بدعم من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، اللذين لا يتوانيان عن دعم أي حراك ثقافي نافع خادم لهذه المنطقة وأهلها، مؤكدة بأن هذه المبادرة التوعوية يسعى من خلالها إلى تنوير حياة فتيات هذا الوطن وحمايتهن مما يواجهنه من سلوكيات سلبية، مشيرة إلى أن تلك التصرفات هي شكلاً من أشكال التفرقة العنصرية، وشكلًا من أشكال الإيذاء الجسدي والنفسي، مشيرة سموها إلى أننا كعرب لنا عاداتنا التي رسخها الإسلام وأتت متناغمة مع تعاليمه ومنها عدم التلفظ بسوء على المرأة وأن تحفظ كرامتها وعفتها كون هذا السلوك لا يليق بنا كأمة إسلامية حافظة لكتاب الله مطبقة لسنة نبيه، مبينة سموها بأن التعامل بالوضوح والحزم والأسلوب المهني واختيار الصحبة وطلب المساعدة من الجهات المعنية أو من الأقارب هي أشياء رادعة لكل متلفظ مسيء لفتيات هذا الوطن، مؤكدة بأن تلك الظواهر ستتلاشى عندما نحافظ على قيمنا ومبادئنا الدينية والأخلاقية وعندما تكون المنظومة الأسرية والتعليمية حاضرة وتقوم بدورها خير قيام في تربية النشء وتعليمه وتوعيته ولندرك نسيج هذا المجتمع المحافظ على قيمه ومبادئه، مضيفة إلى أن القانون كفيل أيضًا لردع مثل تلك التصرفات، مؤكدة بأن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- بإعداد نظام لمكافحة التحرش هو انعكاس لاهتمام أولته القيادة للحفاظ على المجتمع وقيمه، مؤكدة بأن هذا الإجراء هو جهودًا تقدمها القيادة عبر سعيها الدائم إلى وضع حماية لازمة للأسرة والمجتمع حرصًا منها على سلامته وإجابة لمطلب سن مثل هذه القوانين، مقدمة شكرها لكل من عمل وتحدث في هذا الملتقى ولمجلس فتيات منطقة القصيم على تنظيم هذا الملتقى الذي يعكس احتياج المجتمع لرفع معدل الوعي به، مختتمة حديثها بأن الأمم المتعلمة المعالجة لأخطائها وسلوكياتها حتمًا ستسير نحو العلو والإنجاز.