يوسف المحيميد
هل فعلاً ما تفسده السياسة تصلحه الثقافة والفنون والرياضة؟ وما تعاني منه الدول العربية من حروب لا طائل منها، وفوضى مؤذية، وآلام مستمرة للإنسان العربي المنكوب، تخفف منه الرياضة، وتمنحه بعض الفرح العابر في أيام سوداء؟ هل ما تفعله السياسة والطائفية والمذهبية من تفرقة بين أبناء الشعب الواحد، والدم الواحد، واللغة الواحدة، ترمِّمه الرياضة التي تجمع بينهم في لحظة فرح نادرة؟
أعتقد ذلك، بانتشار الأخبار الرياضية السعيدة التي غطت على سوداوية الأحداث الدامية، والقتل اليومي، وذلك باكتمال المربع العربي الرائع: السعودية، مصر، المغرب، وتونس، للذهاب بالحلم العربي إلى روسيا 2018، وهي دول متمرسة في خوض المونديالات، ومصارعة المنتخبات الكبيرة، مما يجعلنا نأمل بأن يغامر أحد هذه المنتخبات الأربعة أبعد في طريق المونديال، والوصول إلى مرحلة متقدِّمة في الأدوار، كما فاجأت كوريا الجنوبية العالم كله بوصولها إلى دور الأربعة في مونديال اليابان كوريا الجنوبية 2002.
وهو أمر ليس مستبعداً عن أسود الأطلس، أو الفراعنة، أو نسور قرطاج، أو الصقور الخضر، فكلها مؤهلة إلى أن تكون الحصان الأسود في المونديال، شريطة أن تقاتل في المباريات التي تخوضها.
كيف تصل المنتخبات الأقل خبرة من غيرها، وتغامر لمرحلة متقدِّمة في المونديالات، أعتقد أننا بحاجة إلى روح المنتخب، روح الجيل الذهبي للكرة السعودية، حينما أبدع في مونديال 94، برجال شجعان كانوا يحرثون الملعب بحماس، ويقاتلون لأجل وطنهم، مما جعلهم محط أنظار العالم في أول مشاركة مونديالية لهم، قبل أن يخسروا من منتخب السويد بشرف وإباء.
وقد تشير العوامل المحيطة بالمنتخب الآن إلى تفاؤل أكبر بالإنجاز، سواء من حيث العمل الإداري بوجود الكابتن ماجد عبدالله، والكابتن عمر باخشوين، أو الطاقم التدريبي بقيادة الخبير الأرجنتيني باوزا، وكذلك بوفرة نجوم يحار المرء بينهم، وهو ما قد يوقع المدرب القدير بحيرة تجعله يستمر في تجربة مجموعات مختلفة من اللاعبين، ليفقد المنتخب التجانس المطلوب، الذي كان يتميز به في التسعينات، وهو ما تفعله معظم منتخبات العالم، حيث التغيير يكون على نطاق ضيق، بلاعب أو لاعبين فقط، وليس استبدال المجموعة التي أوصلت المنتخب إلى المونديال.
ختامًا هنيئًا لنا جميعًا بهذا الحضور العربي الكبير في مونديال العرب 2018.