غسان محمد علوان
تغلَّب شباب وناشئو الهلال على نظرائهم في النادي الأهلي في نهائيَّيْ كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم في فئتَي الشباب والناشئين. واللافت للنظر هي اللغة الزرقاء التي سمعناها جميعًا عقب تتويج الفريقين بالذهب في تأكيد جديد على أن الهلال يعمل ضمن منظومة واحدة حقيقية، تتوحد فيها الأهداف والطموحات وحتى النظرات المستقبلية لما بعد المنجز. ففي لقاء سريع مع أحد لاعبي شباب الهلال بعد التتويج قال: «نحمد الله على البطولة، وطموحنا لن يتوقف بتحقيقها. انتهت فرحة تحقيق كأس الاتحاد، والآن نفكر بتحقيق الدوري. نحرص على الظهور بأفضل مستوى بغض النظر عن تحقيق البطولة، وها هي البطولة قد أتت، وهدفنا الأكبر هو تمثيل فريق الهلال الأول والمنتخب».
لو تم أخذ هذا التصريح ونُسب لمحمد الشلهوب لصدقناه، ولو تم نسبه لسلمان الفرج أو نواف العابد لبصمنا بصحته؛ فهذا الإرث الهلالي الكبير الذي يعتمد على النظر إلى ما هو أبعد مما يمكن تحقيقه هو الحافز الأكبر لكل ما يمكن تحقيقه؛ لذلك يستمر الهلال منافسًا دائمًا، وبطلاً معتادًا؛ فلا توجد بطولة معينة تشفي هذا النهم الأزرق، ولا يوجد منجز معين يجعلهم يقنعون بما لديهم؛ فالهدف الأساسي لهم ليس مجرد الوصول للقمة التي يتربعون عليها محليًّا (بالفئات السنية كافة)، وقاريًّا عبر كبارهم؛ فهدفهم دومًا هو توسيع الفارق بينهم وبين من يليهم.. فمن يضع هذا الهدف نصب عينيه، ومن يجعله هاجسًا لكل مكونات الفريق من إدارات ومدربين ولاعبين، تصبح مجاراته مرهقة جدًّا على منافسيه؛ فتراهم دومًا يتداولون موقع المنافسة مع الهلال فيما هو عنصر ثابت في المعادلة.
هذا السبت سيدخل الهلال نهائي دوري أبطال آسيا بشغف ناشئيه نفسه، وبحماسة شبابه نفسها.
سيدخل الهلال لقاء السبت ليخط سطرًا جديدًا من المجد.
سيدخله بحثًا عن لقبه السابع في هذه الفئة، والثالث له في المسابقة نفسها.
سيدخله ليعتلي قمة قد اعتلاها سابقًا.
سيدخله ليوسع الفارق وينشر الفرح ويزيد غلة الذهب في خزائنه.
فدرب الزعامة واحد، من ناشئين وشباب وأولمبي وأول.
وإن ازداد وزن الذهب مع ازدياد عمر من يرتدي القميص فالهدف الأزرق لا يتبدل: (توسيع الفارق بينه وبين من يليه).
بالتوفيق لزعيم آسيا وممثل وطننا الحبيب في الجزء الأول من قصة نهائي كبرى قارات العالم.