«الجزيرة» - عبدالمحسن المطيري:
مع فيلم «Get Out» تعود أفلام الرعب والخوف للنضج مرة أخرى بعد سنوات من التيه الهوليودي في إعادة أفلام مستهلكة، أو تقديم قصص ساذجة، أو أجزاء مكررة لفيلم ناجح سابق.
قصة الفيلم المرعب تسرد لنا علاقة رومانسية بين شاب من أصول أفريقية وفتاة شقراء، تصر الفتاة على دعوة الشاب لمنزل والديها في أحد الأرياف الأمريكية، لنعيش معاً لحظات مربكة من الغموض المربوط بالرعب النفسي، الشخصيات المعقدة والمركبة بشكل ناضج، والأهم الرمزيات التي جعلت الفيلم أكثر عمقاً من الناحية الدرامية أو حتى الفكرية، كذلك عامل التحليل النفسي المربوط مع الماضي والمشاهد السريالية التي أعطت للفيلم قيمة نفسية وعمقاً درامياً آخراً.
يقدم الفيلم نفسه كواحد من أهم أفلام العام من الناحية الفكرية أولاً ثم النجاح الجماهيري والنقدي، على الرغم من الثغرات التي تواجدت بالفيلم بشكل واضح مثل برود النص في مرحلة المنتصف قبل اشتعاله من جديد في النهاية، وضعف الأداء التمثيلي من بعض طاقم الفيلم، وبعض الجوانب البصرية مثل المونتاج، ولكن بشكل عام يبقى فيلماً ممتعاً، وسهرة مثالية من الأخذ بالاعتبار تواجد بعض اللقطات العنيفة والمليئة بالدماء والمشاهد التي حتماً قد تكون مزعجة للكثير، وأيضاً بعض المفاجآت التي ربما لن نتوقعها أبداً، ولكن ما يميز النص هو تواجد العنصر الكوميدي بشكل ملحوظ بحيث وازن السوداوية والرعب الموجودة في بعض المشاهد.
ربما يحظى الفيلم بتواجده في فئة أفضل فيلم وكذلك بعض الجوائز التقنية، وربما جائزة التمثيل. وحتماً يصلح لسهرة نهاية الأسبوع سواء كانت عائلة بلا أطفال أو شبابية.