«الجزيرة» - محمد العيدروس:
حيَّا البطريرك اللبناني مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة، المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان.
وقدم البطريرك اللبناني الماروني في حديث لـ»الجزيرة» شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على وقفاته الرجولية مع لبنان بكل أطيافه، ودون التمييز بين طائفة وأخرى.
وقال: إن مملكة الإنسانية كانت ولا زالت تنظر إلى لبنان كشقيقة صغرى لها تدعمها وترعاها بكل الحبَّ والتقدير.
مشيراً إلى أن المملكة قامت بأدوارها خير قيام من ملك لآخر ومن أمير لآخر ولم يبخلوا في دعمهم ورعايتهم للسلطة اللبنانية ولشعب لبنان، وعلى خط مساوٍ يُقدِّر أبناء لبنان بجميع أطيافهم المملكة العربية السعودية العزيزة.
ولم يخفِ البطريرك اللبناني سعادته البالغة بزيارة المملكة ولقاء الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان. وقال: «ما كنت أحلم يوماً بإمكانية زيارتكم وكنت أتشرف فعلاً بذلك».
مشيراً إلى أن الدعوة وصلته بزيارة المملكة في عام 2013م وتم الاتفاق عليها رسمياً ولكن في ذلك الحين حدثت ظروف استقالة للبابا ثم انتخابات ثم توالت الأحداث وجاء الفراغ السياسي في لبنان وعقب ذلك توفي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأضاف: ثم تجددت الدعوة الكريمة لي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإنني أشكره كثيراً على حفاوة الاستقبال والضيافة وأقدِّم له إعلان محبة وصفاء من جميع اللبنانيين.
وعبر البطريرك اللبناني مار بشارة بطرس عن اعتزازه بالجهود التي تقوم بها المملكة نحو استقرار لبنان ودعم أبنائه. وقال: إنها فتحت أبواب الدار والقلب واستقبلت أبناء لبنان بكل الحب.
ووصف البطريرك اللبناني زيارته الحالية للمملكة بالتاريخية، حيث سيتم بحث العديد من القضايا، مؤكداً أن شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز مليئة بالعطاء ومميزة للغاية وتدعو للتعايش والحوار.
ودعا أبناء لبنان (جميعاً) إلى سياسة النأي بالنفس عن أي صراع أو توتر في المنطقة وعدم دخول الحكومة اللبنانية في سياسة المحاور والحزبية.
على صعيد آخر أكد مجلس الأعمال السعودي اللبناني أن المملكة ماضية في مسيرة الحداثة والتنمية المستدامة، وهي تشمل إلى جانب الرؤية 2030 بإطارها الاقتصادي جانب المراجعة العميقة للإسلام ومكانته العالمية ليعود الإسلام المعتدل والمنفتح على الآخر.
ونوَّه المجلس باتفاق الطائف الذي احتضنته المملكة، واعتبرته مثالاً ونموذجاً حياً لسياسة المملكة الداعمة للبنان، وهو اتفاق حاسم أنهى الحرب اللبنانية، كما أنه أوقف الاحتكام للمعيار العددوي بين الطوائف وخلق شراكة وطنية جامعة بين اللبنانيين كافة.
وعبَّر المجلس اللبناني عن بالغ تقديره واعتزازه للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين لدعمها للبنان وتعاملها مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية ودون التفريق بين طائفة وأخرى.
تجدر الإشارة هنا إلى أن زيارة البطريرك اللبناني مار بشارة بطرس الراعي هي أول زيارة رجل دين مسيحي ماروني للمملكة.