التدخين آفة.. ومرض اجتماعي ابتلي به الكثير من الناس شفاهم الله منه.. ويبدأ البعض بتناول سيجارة مع جلساء ورفقاء السوء من باب المجاملة.. أو باب التحضر كما يزعم البعض أو من باب التلزيم والعرض بإلحاح من الأصدقاء والزملاء لأن هذه السيجارة بها سر.. وربما يعتقد البعض أنها تساعد على نسيان الهموم والآلام.. وهذا فهم خاطئ ولعل المسلسلات التلفزيونية لها أكبر الأثر في دفع البعض إلى تعاطي شرب الدخان.. فنشاهد الممثل أو ما يطلق عليه في الفيلم اسم البطل (بطل الفيلم أو القصة) يسارع إلى تناول سيجارة عند تأزمه وقيامه ببذل مجهود في دوره في الفيلم.
بطبيعة الحال العارفون بهذه الأمور يدركون أن قيام الممثل أو البطل بالتدخين لعدة مرات أثناء دوره في عملية التمثيل، يدركون أن هذه الأعمال يقوم بها مقابل أجر مدفوع سلفاً من قبل شركات التبغ بهدف ترويج بضاعتها الخاسرة.. والقاتلة لشاربها.
أعود فأقول: إن منظمة الصحة العالمية قد تدارست الموضوع من كافة جوانبه واتخذت عدة توصيات بهذا الشأن.. وكذا الدول بدورها بعدما أدركت ضرر التدخين على المدخنين وعلى المجتمع بأسره.. أصدرت تعليمات بحظر تناول التدخين في بعض الأماكن كالمطارات ونحوها، وكذا داخل الطائرات.
وقد لفت نظري عنوان جاء تحت عنوان (الحبس أو الغرامة لمن يدخن في الأماكن العامة بالأردن) نشرته جريدة الرياض في عدد سابق برقم 1569 الصادر في يوم 9-6-1439هـ، جاء في الخبر ما يلي: أقر مجلس النواب الأردني تشريعاً يقضي بفرض عقوبة تصل إلى السجن أو الغرامة المالية على كل من يدخن في الأماكن العامة التي يحظر التدخين فيها، وقضت العقوبة الواردة في التشريع الذي نشر أنه على كل من يدخل أياً من منتجات التبغ في الأماكن العامة المحظورة فيها التدخين يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن أسبوع ولا تزيد على شهر أو دفع غرامة لا تقلعن 15 ديناراً أردنياً أو 22 دولاراً أمريكياً ولا تزيد على 25 ديناراً أو 35 دولاراً أمريكاً.. وتطبق العقوبة ذاتها على من باع السجائر بالتجزئة أو قام بتوزيع منتجات مقلدة للتبغ.
فأين مجلس الشورى الموقر لدينا؟.. وهل ناقش في إحدى جلساته هذا الموضوع واتخذ حياله التوصيات والقرارات الفاعلة لحماية المجتمع من هذه الأمراض والمحافظة على الصحة العامة وعلى الذوق العام؟.
إننا في حاجة ملحة وعاجلة لمناقشة موضوع التدخين والحد من أضراره على المدخنين أنفسهم وأسرهم وعلى المجتمع بأكمله.
أقول: امنعوهم من التدخين وعالجوا حالاتهم وأوضاعهم فهم مرضى يحتاجون لمن يأخذ بأيديهم إلى بر الصحة والأمان.
نسأل الله للجميع الهداية والصحة والسلامة من كل خبيث.. فالتدخين نوع من الخبائث التي تلحق الضرر بالمدخن ومن يجالسه.
وفق الله الجيمع لما فيه الخير والصلاح وحمانا وإياكم من كل سوء.. وأدام على الجميع الصحة والسلامة.
والله الهادي إلى سواء السيبل وعليه المتكل وإليه المشتكى.
- وكيل إمارة منطقة القصيم سابقًا