عثمان أبوبكر مالي
بترحاب كبير قابل الرياضيون عامة والاتحاديون خاصة (مبادرة) هيئة الرياضة وتبنيها فكرة تكريم أحد نجوم الكرة السعودية ممن سطر بمداد من ذهب اسمه في سجلات الكرة وتاريخ الرياضة السعودية، وتخصيص دخل مباراة فريق الاتحاد والشباب (الدورية) على استاد الجوهرة يوم الجمعة المقبل لصالح أسرته، وذلك بعد قرابة أربعة أعوام من وداعه الملاعب والحياة، بعد أن فجع الوسط الرياضي بخبر وفاته بالسكتة القلبية، وهو في الثانية والأربعين من عمره تقريبًا.
يعد الكابتن محمد الخليوي -رحمه الله- من اللاعبين الأفذاذ في الكرة السعودية، وواحد من أباطرة الدفاع في اللعبة على مستوى آسيا، وكان يشكل ثنائيًا لا يشق لهما غبار مع رفيقه الكابتن أحمد جميل، في النادي والمنتخب على السواء، وهو الثنائي الذي لم يتكرر، والخليوي هو واحد من لاعبين قلائل لم يخلعوا قميص المنتخب منذ ارتدائه لأول مرة حتى الاعتزال، وظل لاعبًا في تشكيلة الأخضر منذ اختياره في عام 1992م، حتى ابتعاده بسبب الإصابة في عام 2001م.
خلال سنوات مشاركته مع الأخضر حصد معه وحضر كل البطولات والمشاركات الإقليمية والقارية والدولية المتاحة؛ إِذ حمل كأس آسيا وكأس الخليج وكأس العرب، وشارك في أولمبياد أطلانطا، ولعب في أربع نسخ من بطولة القارات (1992 و1995 و1997 و1999) كما شارك في المونديال (بطولة كأس العالم لكرة القدم) مرتين في عامي 94 و98م وأسهم في وصول الأخضر للمرة الثالثة إلى مونديال كوريا واليابان عام 2002م، غير أن الإصابة (اللعينة) حرمته من المشاركة للمرة الثالثة في كأس العالم، أما مع ناديه (العميد) ففي سجله أكثر من عشر بطولات، أهمها بطولة الدوري أربع مرات، وبطولة كأس ولي العهد ثلاث مرات، إضافة إلى كأس آسيا وكأس الخليج العربي وكأس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو واحد من لاعبي قائمة المائة مباراة في العالم (145 مباراة) وكان لفترة طويلة بعد اعتزاله ضمن أول عشرة أسماء في القائمة عالميًا، وهو ثالث اللاعبين السعوديين في ترتيب القائمة، وقد اعتزل اللعب في نهاية عام 2005م بعد أن ارتدى لفترة قصيرة قميص فريقي الأهلي وأحد ضمن مشواره الكروي، في حين أن وفاته كانت (فاجعة) للوسط الرياضي، حيث توفى بالسكتة القلبية، وهو ما يزال يخدم الرياضة واللعبة؛ إِذ كان على رأس العمل أثناء وفاته (مشرفًا على النشاط الرياضي) في إحدى الشركات.
رحم الله (الأستاذ) محمد الخليوي الذي عرف بهذا اللقب، كما عرف في مسيرته بأدائه ومستواه وأدبه وأخلاقه واحترامه.
كلام مشفر
« كل الشكر لمعالي رئيس (هيئة الرياضة) على تبنيه ورعايته تكريم الأستاذ، بعد سنوات من الوعود التي تلقتها أسرته، و(تغنى) بها بعض الاتحاديين، عازفين على أوتار (عواطف) الجماهير، وذلك على حساب جماهيريته وعائلته، وكل الشكر لكل من سيسهم في التكريم وإثراء الحضور.
« بالرغم من أن توقيت المباراة وظروفها ليست مواتية وهناك مخاوف تجتاح الكثيرين في أن لا تجد إقبالاً وحضورًا جماهيريًا يتناسب والمناسبة وإِنسانيتها ويحقق أهدافها، إلا أن الجماهير الرياضية عامة بما عرف عنها من وفاء وتقدير؛ ننتظر أن تتفاعل مع المبادرة وتتجاوب بالحضور الكبير والمكثف، خاصة جماهير الاتحاد والشباب، التي ستضرب بحضورها عصفورين بحجر واحد.
« فمن جانب تحقق الهدف وتسهم في مبيعات التذاكر، ومن جانب آخر دخل المباراة، سيتم تعويض الناديين بقيمته من قبل هيئة الرياضة، وننتظر أن تكون هناك مبادرات (عملية) من رياضيين (حقيقيين) اتحاديين وأهلاويين، تسهم في نفاذ التذاكر، وهي فرصة مواتية لمن لم تساعدهم الظروف في السابق تحقيق أو الالتزام بوعودهم.
« وكلي رجاء أن يكمل رئيس هيئة الرياضة مبادرته بشراء (ما يتبقى) من تذاكر المباراة دون بيع ويتم توزيعها على فئات مختلفة من الرياضيين، سواء طلاب مدارس أو معاهد أو ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، حتى يكتمل الحضور وتمتلئ المدرجات وتتحقق دوافع وأهداف المبادرة.
« تقدم لنا المبادرة وجهًا مهمًا للرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، افتقدناه من وقت طويل، ولعلها مع مبادرة الكابتن سالم مروان، ستتوالى مبادرات أخرى (رسمية) لتصبح ظاهرة تزيد من تقريب الجماهير وتكشف عن وجه مشرق (إضافي) للرياضة السعودية.
« سيكون أبناء المرحوم الستة (ثلاث أولاد وثلاث بنات) أسعد الناس بمبادرة تكريم والدهم -رحمه الله- وهم يرون الكثيرين يتسابقون ويتحدثون عن ذكراه الطيب وتاريخه الناصع ومسيرته الفاخرة، فهنيئًا لهم به، وهنيئًا له بهم وأسأل الله له الرحمة والغفران.