مها محمد الشريف
هذا الحضور الكبير بعمقه السياسي يختصر سياسة المملكة تجاه المواقف. بالحوار وبإعطاء فرص للجانب الآخر ومن ثم الإنذار من العدائية المبيتة منذ عشرات السنين، ولكن الصبر يتحول مع الأيام إلى قلعة محصنة بالسلاح وأدوات الحرب، فالسياسة لا يستقر لها شأن على مختلف المستويات تخضع لمعايير المصالح والاعتبارات المصاحبة للأحداث، في كل الأحوال سيقف في هذا الشأن ثلة من الناس تتحول إلى أحد ثلاثة مواقف؛ إما أن يتطابق مع سياسة بلده ونهج دولته، أو ينحو إلى الحياد وهذا النوع في أزمتنا الحالية مع الشقيقة لبنان ومن رؤية وطنية محضة غير محمود، فلا حياد في مثل هذا الموقف، ولا مجال للتخلي عن محاججة الآراء التي تخالفه، وتجاهل الدلائل التي تشير إلى الخطر المحدق من أحزاب منتشرة في اليمن ولبنان. تعاظم عنفها وتحريضها على المملكة.
والدور الذي تلعبه ميليشيا حزب الله ضد المملكة واضح ولا يحتاج إلى تعليل أو تقرير تنشر الكذب والتزوير بين الطوائف والمتطرفين وتغذي الإسلام بالإرهاب وتزرع الكراهية داخل الدول، وكثير من المنظمات الإرهابية في العالم على مستوى الدول تقتات على العنف وزرع الطغاة، وبكل زيف وغدر تجرم التحالف ومعهم السعودية منذ بداية حرب اليمن، وتعمل على تشويه الهدف الأساسي من هذه الحرب لإعادة الشرعية لليمن ودحر ميليشيات الحوثي وتدمير أوكارها وتحريرالبلاد والعباد من شرورهم. لذا لا بد من دفن هذه البؤر التي تجتمع فيها الشرور.
حزب شيطاني من أحزاب إيران الإرهابية. أدانته كتلة المستقبل التي يتزعمها رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، والحملات التخريبية التي تستهدف المملكة، ونددت أيضا بالتدخل الإيراني في شؤون البلدان العربية.
ونستطيع أن نميز بوضوح كبير بين نمطين متشابهين ميليشيا الحوثي ومليشيا حزب الله الأولى معرضة لخطر الانزلاق والثانية مؤهلة إلى انحرافات أشد وأكبر، وضرب هاتين العصابتين بيد من حديد لإيقاف نشاطهما الإرهابي، حتى يعم الاستقرار المنطقة ويلقن إيران وحلفاءها من الخونة درساً ينهي تورطهم في مواجهات أكبر منهم، وبالتالي تختفي الفواصل من خطاباتهم المزدوجة ويتم وضعهم في الصفوف المتعرجة.
وهي تأجج وسائل الإعلام لتعجل بانهيار لبنان، وتحول أحزابه إلى غليان سياسي يخبر باختطاف الرئيس سعد الحريري وتقحم نفسها طيشاً في سياسة المملكة، لا نملك إلا أن نقول نيابة عن الحريري: هناك في لبنان نذل قتل أبي غيلة، ولذا فإن حزب الله ينتظره حساب عسير لا ريب، وغالباً ما نرى عواقب الجريمة والإثم الذي تقترفة شراذم عملاء طهران ضد دولة تخطت سياسة البدايات وتحتل الصدارة بين الأمم والدول الكبرى بمعنى أنها في مصاف المستوى الرفيع القادر على وقف صراعات وتنظيمات تقاتل وتصارع لقتل المسلمين. تدفع بأموالها وأحقادها لاغتيال الشخصيات السياسية بدوافع ثورية وعدوانية مدعومة من نظام بشار، ولكننا على يقين بسقطه قاصفة لهذا الحزب الإرهابي وقائده نصر الله وكلا سينال حصصاً من إرثه القديم يليق به ويفي بكل حوائجه.