فضل بن سعد البوعينين
تعتبر المنطقة الشرقية من أكثر المناطق ارتباطا بالحدود الدولية؛ البرية منها والبحرية ما يجعلها بوابة المملكة الشرقية؛ ومحور ربط بينها وبين دول الخليج الخمس. طول سواحلها البحرية وتداخلها مع الحدود البحرية للدول المطلة على الخليج العربي يعطيها بعدا إستراتيجيا مؤثرا في التجارة العالمية؛ والصناعات اللوجستية؛ والإمدادات النفطية.
أعطى موقعها الإستراتيجي أهمية فريدة لمطار الملك فهد بالدمام الذي يمكن تحويله بسهولة إلى مطار ربط عالمي؛ وتفعيل دور الشحن الجوي فيه بما يسهم في دعم اقتصاد المنطقة؛ ويحقق هدف تنويع مصادر الاقتصاد والتوسع في الخدمات اللوجستية.
مقومات الشرقية الاقتصادية تؤهلها للعب دور أكبر في القطاعات الإقتصادية المرتبطة بالنقل؛ البري؛ والبحري والجوي؛ وتجعلها أكثر حاجة للبرامج التنموية الطموحة القادرة على رفع كفاءة البنى التحتية ذات البعد الاقتصادي؛ وتحسين تنافسيتها؛ وجودة خدماتها الرئيسة.
أمير المنطقة الشرقية؛ صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز؛ أشاد خلال استقباله وزير النقل د. نبيل العمودي؛ بالمشاريع الجديدة التي تنفذها حاليا وزارة النقل، لتحقيق التكامل بين قطاعات النقل، البري والبحري والجوي والخطوط الحديدية. تحقيق التكامل بين قطاعات النقل من خلال المشروعات الإستراتيجية المهمة من الضروريات المللحة لما لها من انعكاسات مؤثرة على تنافسية المنطقة؛ والخدمات المقدمة؛ ومشاركتها في تنفيذ برامج رؤية2030 خاصة ما ارتبط منها بالقطاع اللوجستي المرتبط بقطاعات النقل الثلاثة.
رفع مساهمة قطاعات النقل الثلاثة في الناتج المحلي الإجمالي؛ وتحويلها من قطاعات مستنزفة لميزانية الدولة إلى قطاعات مدرة للدخل يحتاج إلى برامج تطويرية عاجلة ترفع من كفاءة القطاعات وقدرتها على توفير الخدمة الجيدة للمواطنين أولا ثم تحقيق التنافسية في الخليج العربي.
أبدأ بشبكة الخطوط الحديدة؛ التي يفترض أن تكون لها أولوية التنفيذ في المملكة لأهداف إستراتيجية وتشغيلية صرفة. فالربط الخليجي من أهم الأهداف الإستراتيجية الأمنية والتنموية والاقتصادية والمجتمعية؛ وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا بتنفيذ شبكة الربط الحديدي بين مدن الشرقية ومحافظاتها. ويأتي خط رأس الخير الظهران في مقدمها. أما الموانئ فحركة التطوير فيها لا تتوافق مع الأهداف الموضوعة؛ ما يفقد المملكة فرص استثمارية وتنموية وعوائد مالية يستأثر بها المنافسون حاليا. يمكن للمنطقة الملاصقة لميناء رأس الخير أن تحتضن منطقة تجارية حرة على الخليج العربي؛ ترتبط بمنطقة الصناعات البحرية وبما يسهم في رفع حجم التداولات التجارية وعمليات إعادة التصدير وخلق منطقة صناعية مهمة تسهم في تنمية المحافظة القريبة وتنويع مصادر الاقتصاد ورفع الدخل الحكومي.
بالرغم من دوليَّة غالبية طرق الشرقية إلا أن تكاليفها المالية تحمل على ميزانية إدارة النقل في المنطقة؛ بدلا من ميزانية الوزارة. ضعف المخصصات المالية مقارنة بالإحتياجات يؤثر سلبا على جودة مشروعات الطرق ومخرجاتها في المنطقة. لا مفر من أن تفصل الوزارة بين مرجعية الطرق الدولية والطرق الداخلية فتتحمل مسؤولية الطرق الدولية لتحقيق كفاءة التنفيذ وجودة المخرجات وسرعتها؛ ومعالجة القصور الذي تشهده غالبية الطرق حاليا. مشروع طريق القصيم الجبيل من أهم الطرق الإستراتيجية المعطلة؛ ما يستدعي تحركا سريعا من الوزارة لتضمين المشروع ضمن مشروعاتها العاجلة؛ بحيث تخصص له ميزانية مستقلة من قبل الوزارة.
أختم بمطار الملك فهد بالدمام؛ وتأكيد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف على أهمية « ربط المنطقة الشرقية بأوروبا وأمريكا واستقطاب شركات طيران عالمية لمطار الملك فهد الدولي بالدمام، وزيادة أعداد الرحلات والتيسير على المسافرين في تنقلهم داخليا وخارجيا». يمتلك المطار مقومات تنافسية تجعله الأكثر أهمية في المنطقة؛ إلا أن قلة عدد شركات الطيران والوجهات المباشرة والأنظمة المطبقة تؤثر سلبا في تسويقه ما يستوجب التسريع في عمليات التطوير المهمة التي يشهدها المطار.