فهد بن جليد
لا يهمني من تكون (ناتليا ناستاسكين) التي نقل عنها موقع (فوربس) بعض النصائح والخطوات العملية التي انتهجتها لتتغلغل وسط المجتمع الأمريكي، رغم أنَّها مُهاجرة قدمت وهي طفلة من الاتحاد السوفيتي سابقاً، فما يهمنا هنا هو ثلاث خطوات جوهرية اعتمدت عليها هذه المهاجرة، حتى تقلدت منصب رئيس شركة كبرى للإنتاج الموسيقي، ويمكن استعراض هذه الخطوات أمام شباب الأعمال الطامحين الذين يبحثون عن التجارب النجاح.
«عليك أن تُدرك أنَّك لست شيكاً قيمته 20 دولاراً، لذا لن يحبك الجميع»، هذه أولى الخطوات والحقائق التي يجب أن تتعايش معها، فمن الخطأ أن يكون همك في الحياة البحث عن حب الناس، لأنك ستكتشف إضاعتك للوقت وأنت تنتظر رؤية حُبك يسطع في عيون الآخرين، فلا تتألم أو تهتم بسبب مواقفهم ووجهات نظرهم حولك. تقبل كل شيء و أمض قُدماً، حتى لا تتعطل مسيرتك نحو الفوز بتحقيق أهدافك. وفي نهاية الطريق والمطاف، ثق أنّك ستجد الجميع في انتظارك للإشادة بك والتصفيق لك حباً وتقديراً وأحياناً كمصلحة مُشتركة، وحدهم الخاسرون من توقفوا في المنتصف انتظاراً لحب الناس.
الخطوة الثانية التي انتهجتها (ناتليا) في طريق النجاح - رغم قدومها من مجتمع اشتراكي وعيشها في مجتمع رأس مالي - هي أنَّها كانت تتجاوز هذه الفُروقات بوجودها وسط الناس طوال الوقت، فاتخاذ خطوة نحو الناس أمر في غاية الأهمية, للتعامل معهم، ومشاركتهم مناسباتهم العامة والخاصة, وبناء شبكة علاقات شخصية وعملية معهم, وهو أمر يفتقره كثير من الشباب اليوم، بعزوفهم عن الحضور في المناسبات والتهرب منها، بالانكفاء على أنفسهم بحجة الانشغال والارتباط العملي, لذا يجب الانتباه أنَّ المشاركة والحضور الدائم مع الناس من مُسببات النجاح.
أكبر خطأ يرتكبه مُعظمنا اليوم هو تجاهل بعض المكالمات الهاتفية - غير المهمة - والتي قد تصلنا من أشخاص بسيطين أو من شخصيات لا نُحبها. الفتاة الروسية سمعت نصيحة أحد المسؤولين في وكالة وليام موريس عندما قال لها نصاً «أريد أن أعطيك نصيحة, أعدك أنَّها ستساعد في الحياة بأكملها، ردي على كل مكالمة هاتف, أو عاودي الاتصال به لاحقاً». وبالفعل كان الرد على كل المكالمات الهاتفية مفتاح نجاح لها, فهي تقول أنت لا تعرف ما الذي يحمله لك الطرف الآخر.
ألا ليت قومي يعلمون، من البريستيج الخاطئ لوهم النجاح الأهمية في ثقافة بعضنا- وربما أنني أحدهم قبل هذا المقال- عدم الرد على المكالمات الهاتفية, وتجاهل حضور المناسبات بحجة الانشغال, ومع هذا نصِّر على البحث عن حب الجميع.
وعلى دروب الخير نلتقي.