د. حمزة السالم
يا بن عبد العزيز يا من اجتمع الوطن على حبِّ غرته فهم بِحَرِ الأشواق وفرحة اللقيا يتنادون بالبشرى، فالملك الحازم الصادق قد أشرقت به الديار فاستضاءت به مشاعل الآمال، واستراحت بإطلالته الصادقة نفوس الآباء والأمهات، وتفاعلت على أصداء سيرته الإصلاحية همم الشباب والشابات، وتفاءلت بنظرته المستقبلية أحلام أطفال الوطن.
كل الوطن يعشق سلمان الخير، فهلا بقدر هذا العشق نقتسم طموحات الملك المحبوب فنقدم للوطن نذرًا يسيرًا مما قدمه الوطن لنا. الوطن لا يطالب أبناءه بالمثاليات، بل بأدنى حد من الواقعية في تقديم التضحيات.
فيا ملاك الأراضي لا نطلب منكم فعلاً إيجابيًا بل نرضى منكم بالسلبية. الوطن لن يدعوكم للتبرع بأراضيكم ولا بتخفيض أسعارها، بل ندعوكم فقط ألا تعرقلوا مشاريع فرض الزكاة والرسوم على الأراضي البيضاء. الوطن يطالبكم ببرهان وطنيتكم ويناشدكم بحبنا المُجتمع على سلمان الخير أن تحققوا طموح الملك المخلص، فيتملك كل مواطن أرضًا ومنزلاً في وطنه. يا ملاك الأراضي، يا من يشدو بحب الوطن وبحب بن عبد العزيز، إن كنتم سكنتم القصور فلم تعد تهمكم أوضاع أراضيكم المجمدة فاعلموا أن الوطن قد أهمته وأرقته احتكاريتكم للأراضي. يا ملاك الأراضي، اعلموا أن الأراضي في الاقتصاد الحديث ليست موضع المضاربات والاحتكار بل هي موضع الضرائب والرسوم.
السعودي يا رب العمل ليس غبيًا ولا كسولاً ولا متواكلاً. السعودي إنسان كغيره من الناس. يا رب العمل اعلم يقينًا أن الأجنبي لم يكن ليعمل بجد ونشاط لولا أنك قدمت له أضعافاً مضاعفة عما سيجده في وطنه. فالأمريكي والأوربي والهندي واللبناني وغيرهم من الذين قدمتهم البنوك والشركات الكبرى على أبناء الوطن -فمنعوا بن الوطن من اكتساب الخبرات- لم يكونوا ليصبروا على أرضنا لولا أجورهم المضاعفة أضعافاً كثيرة على أجر السعودي. فيا رجل الأعمال ويا رب العمل لا تُطالب أبناء الوطن وحكومته بالمثالية وأنت بعيد عنها. لا تطالب ابن الوطن بأن يعمل بأجر زهيد (والأمور نسبة وتناسب) ثم يكون أفضل من الأجنبي الذي ضاعفت عطاءه (عما يلقاه في وطنه)، ثم تستثني نفسك من المثالية بل حتى من الواقعية فتحرم الوطني من الخبرة. وذلك إما لأنانية مطلقة، وإما لتفضيلك الغير كفؤ من أجل واسطة عابرة، أو شلة زائلة. ومن كانت مؤهلاته الواسطة، فلن يكتسب خبرة ولا توظف فلا تحتج به.
يا رب العمل الوطن يطالب ببرهان على الوطنية ويناشدك الرحم وحب الملك الصالح أن تترك الأنانية وتصبر على السعودي وتجزل له العطاء حتى يتجاوز الوطن فترة تكوين ثقافة العمل الحديثة التي يتطلع إليها الملك الصادق، فإن فعلت فحُق لك أن تطالب بمرونة في الفصل والاستغناء عن خدمات السعودي واستبداله بغيره، فالمثالية نادرة لا وجود لها إلا في أحلام أفلاطون.
يا معشر الوزراء والمسئولين إن كان يجمعكم حقًا حب غرة ملككم فيا ليتكم تحققون آماله فيكم ورهانه عليكم، ومن يجد في نفسه عجزًا أو عدم قدرة فليتنحى بعد إذن الملك المبارك. يا معشر الوزراء والمسئولين الوزارة من الوزر فهي مشقة وثقل، ومما يعينكم عليها التواصل مع الناس والتفاعل مع ما يكتب في الصحافة والمنتديات بتوضيح الحق وتصحيح الخطأ، فالتواصل مع الصحافة والمنتديات تسخر عقل المجتمع وفكره جميعه استشارات مجانية لكم، كما تجعله عينًا لكم على كل من أراد التلاعب خلف ظهوركم فيما ولاكم فيه ولي الأمر، ملكنا المحبوب سلمان الخير.
من يصدق الله في وطنيته سيصدق الله في حبه لسلمان الحزم، ومن يصدق الله يصدقه ويوفقه في عمله وينجح مساعيه ويظهر عمله.
كل الوطن يعشق بن عبد العزيز، فأين برهان المُحب?