جاسر عبدالعزيز الجاسر
بطريرك الموارنه الذي يتبعه ميشال عون كونه ممثل الموارنه المسيحيين في معادلة التوازن الطائفي في لبنان، قال بوضوح بعد لقائه الرئيس سعد الدين الحريري «إنه مقتنع بالأسباب التي دفعته للاستقالة من رئاسة وزراء لبنان».
أيضا المرجع المسيحي الأعلى في لبنان أكد أن سعد الحريري يخطط للعودة إلى لبنان.
صاحب الشأن سعد الدين الحريري أكد وفي حوار تلفزيوني مباشر بأنه سيعود إلى لبنان في غضون أيام قليلة.
مع كل هذه التأكيدات يخرج علينا ميشال عون ووزير خارجيته يهددان المملكة العربية السعودية مدعين بأنها تحتجز سعد الدين الحريري وتمنعه من العودة إلى بيروت وأنه في حال عدم عودته إلى لبنان في غضون أسبوع فإن لبنان سيتخذ الإجراءات القانونية الدولية، ويقاضي حكومة المملكة.
هكذا يتبرع عون ووزير خارجيته وصهره بالقيام بدور حزب الله ذراع ملالي إيران الإرهابي ونحن هنا لا نوجه الكلام إلى عون ولا إلى صهره ولا إلى كل من يعمل لإيران، فالعمالة لا يمكن إخفاؤها ومناقشة العملاء تعظيم لدورهم في خدمة أسيادهم، إلا أننا نوجه كلامنا لأنفسنا كسعوديين دولة ومواطنين، والسؤال لماذا كل هذه المجاملة مع لبنان واللبنانيين، عون وتياره وكل الحلفاء المتضامنين مع حزب الله من الأحزاب والجماعات اللبنانية من وزراء ومن يحملون ألقاب رؤساء حكومات وبرلمان وحتى رؤساء دولة. ماذا نستفيد من لبنان حتى نسكت عن كل إساءات عون ومؤامرات حسن نصر الله وتواطئ نبيه بري وصمت الآخرين.
هل يعلم عون ومن يشارك معه في الحملة على المملكة العربية السعودية، بأنهم سيجعلون المملكة تفكر جدياً في اتخاذ إجراءات رداً على الإساءات المتعمّدة من رئيس الدولة.
هل يعلم عون ومن يتشارك في حملة العداء ضد السعودية أنهم يعملون ضد مصلحة لبنان، فماذا سيكون موقفهم إن قامت المملكة بسحب ودائعها من البنك المركزي اللبناني، وشدد إجراءات وجود اللبنانيين في المملكة وأوقفت الاستيراد من لبنان.
عون ومن يقف معه يعلمون كم دعمنا وعملنا لمساعدة لبنان، واليوم نتلقى كل هذه الإساءات من شخص يعتبر الشخص الأول في لبنان، فهو الرئيس ووزير الخارجية، مهما كان رأينا ورأي اللبنانيين فهو الناطق باسم لبنان.
لماذا نسكت عن كل هذه التفاهات، وبإمكاننا أن نعيد كل هؤلاء إلى حجمهم الحقيقي.
أعلى مرجع مسيحي يؤكد قرب عودة الحريري إلى بيروت، والحريري يؤكد أنه عائد قريباً، ومع هذا يقود عون تحريضاً علنياً على المملكة التي لا تزال تغلب الحكمة فيما يزداد تطاول عون وعملاء إيران.. هل هناك مصلحة في ذلك تجعلنا لا نرد على هذه التفاهات.
شيء محير جعل المتمادين يتمادون في غيهم رغم معرفتهم بأن لصبر السعوديين حدوداً، وأن هذا الصبر نفد وأن الرد وإن طال جميع اللبنانيين فإن عذرنا أن المواقف السعودية التي تأتي رداً على تطاول عون وحلفاء إيران، دفاعاً عن المملكة العربية السعودية، وهيبتها، وأن المتضررين الذين تركوا عون وغيره يسيئون للمملكة عليهم أن يتحملوا جزءا من أفعال عملاء إيران الذين لم يواجهونهم ويعيدونهم إلى الصواب.