«الجزيرة» - المحليات:
تداولت جلسات منتدى أسبار الدولي 2017 في ختام فعالياته أمس الخميس موضوعات الابتكار، وأثرى المتحدثون فيها حضور المنتدى الذي شهد إقبالا غفيرا من رواد الأعمال والمبتكرين.
وافتتحت الجلسة الأولى عن «الابتكار المؤسسي» بإدارة معالي وزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز الخضيري، وتناولت في محورها الأول «تطوير منظومة البحث العلمي» التي قدمها معالي مدير جامعة الطائف الدكتور حسام زمان، والتي أبرز فيها ما تميز به النظام الجديد للجامعات من استقلالية إدارية ومالية علاوة على تنيفها إلى جامعات بحثية وتعليمية وتطبيقية، لافتا إلى تأثير أعمار الجامعات على أدائها، مشيرا إلى اختلاف الإدارة عن الوضع القديم حيث كانت عرضة لتسيير الحكومة البيروقراطية، مؤكدا على حاجتها للحرية الأكاديمية وفرص الإبداع.
وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور محمد الزغيبي عن «استغلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات»، مشيرا إلى أن تمويل التعليم أقل بخمس عشرة مرة عن تمويل الأغذية والجيش، مضيفا أن احتياجات التعليم مختلفة من مكان إلى آخر، بحيث لا يجب أن تعمم الحلول ذاتها، مبينا أن الهاجس الدائم يتمثل في ديمومة الابتكار.
وقدم عضو مجلس الشورى الدكتورة فردوس الصالح ورقة عن «الإبداع والابتكار وديمومته» تطرقت فيها إلى أن عملية الإبداع تشكل تفاعلا للعوامل العقلية والشخصية والبيئة الاجتماعية وأنه أحد العمليات المؤدية إلى التطور والنجاح، مبرزة دور رؤية 2030 في التحول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر وتنوع في مصادر الدخل، مشيرة إلى أن أحد أهدافها ترمي إلى استيعاب القطاع الخاص للقوى العاملة السعودية.
وفي «الطريق إلى المنظمة الإبتكارية» عرض المشرف العام المكلف على وحدة التحول الرقمي الأستاذة ديمة اليحيى في ورقتها دور التحول الوطني في تسريع تحقيق رؤية 2030 وما يستتبعه الاقتصاد الرقمي من أدوات العلاج والتعليم الرقميين، مضيفا أن مجالات الرؤية مفتوحة للابتكار، ويجب أن نكون منتجين لا مستهلكين.
واختتمت الجلسة بتداول «قياس الابتكار» من خلال عرض للأستاذ المساعد في مجال ريادة الأعمال والابتكار بجامعة «kfupm» الدكتور سامويل ادوماكو. وتناولت الجلسة الثانية «المجتمعات والابتكار» بإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة « shief outsiders consulting» الدكتور نوف الغامدي.
وطرح نائب محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة المهندس سامي الحصين دور «المنصات الجديدة ومستقبل الأعمال» مؤكدا أن النفط القادم هو البيانات، مضيفا أنه لحيازة الريادة نحتاج لتقديم 144 ألف مختص فيها، مبينا أن الابتكار ليس جينات أو طائر عنقاء، بل إنه يكمن في الاستمرار في التجربة، وأن يكون صوابك أكثر من خطئك، مشيرا إلى الاتجاه لتطوير الكفاءات لتهيئة شبابنا للعصر المتسارع.
وضمن محور «القرار المبني على البيانات الضخمة ومحاكاة تحقيق رؤية المملكة 2030» أوضح رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال الدكتور إحسان أبو حليقة أن البيانات في الثورة الصناعية الرابعة بمثابة عنصر الأرض في الاقتصاد التقليدي، داعيا إلى إنشاء مبادرة وطنية للبيانات الضخمة وتطوير البيانات من خلال الأولويات الوطنية والتحليل وإدارة البيانات، مضيفا أن من المهم تحويل البيانات إلى معرفة وإدراك عبر الخوارزميات والآلة والموارد البشرية.
وطرح المؤسس والرئيس التنفيذي لـ»تسامي» لجين العبيد تجربة «رواد الأعمال: الفرص والتحديات» مركزة على أن الابتكار فعل وليس صفة، مشيرة إلى أن العناصر الأساسية للابتكار تتمثل في التجريب والمجازفات والمراهنات الصغيرة والأشخاص المناسبين، مشددة على أن لا بديل عن تحفيز الطموح لانطلاق الابتكار.
وقدم نائب الرئيس لمبيعات الشركات المتوسطة والصغيرة «stc» المهندس آنف أحمد أبانمي محور «المجتمعات والشبكات والنظم الإيكولوجية والتحالفات وغيرها من اشكال الابتكار المفتوح» مبينا أن لدينا مسؤولية في التعاون وصناعة علاقات مشتركة مع مختلف المبادرات، مضيفا اتجاه الشركة إلى التركيز على احتواء المبتكرين من خلال مسابقات الأفكار بالإضافة إلى سعيها لتأسيس صندوق رأس مال جريء يوظف موارد الشركة لخدمة المجتمع.
واختتمت الجلسة الثانية بالنقاش حول «كيفية تعزيز الابتكار: العقبات التعليمية وحوافز الابتكار والإبداع» مع عرض قدمه الرئيس التنفيذي مؤسس تطوير الأعمال الجديدة بإيطاليا ماسيمو باراديسو.
وشهد المنتدى محاضرة حول «انترنت الأشياء» قدمها المدير التنفيذي لبرنامج الماجستير في إدارة الأعمال ورئيس إدارة الاتصالات والعلامات التجارية في كلية انسايد السيد أناند فينغورليكير.
كما شددت الجلسة الثالثة التي أدارها عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري تحت عنوان «الابتكار والتعليم»، وتحدث فيها عميد كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال الدكتور نبيل كوشك على أهمية إيجاد محفزات للأكاديميين والطلاب لتحويل ابتكاراتهم إلى منتجات وشركات تساهم في تنمية المملكة، مشيرا إلى أهمية التركيز على ممكنات ومخرجات تساعد في تحويل الابتكارات إلى منتجات، وأضاف في ورقته المعنونة بـ»الاستثمارات الأجنبية والمعرفة المصاحبة» أن التركيز منصب على البرامج التي تعمد إلى شرح أهمية الابتكار وربطه بنماذج العمل، لافتا إلى أن التحول التجاري بات ممارسة عالمية تمكن المبدع من تحويل ابتكاره إلى شركة وذلك يتطلب برامج مكثفة في التمويل والإرشاد وأماكن العمل ومراكز الابتكارات.
وخلال الجلسة ذاتها تناول المدير التنفيذي للمحتوى والحلول الرقمية بشركة تطوير للخدمات التعليمية الدكتور ناصر العويشق كيفية إيجاد المعلم المبدع الذي يتميز بقدراته في بناء معارف الطلاب وفقا لإمكانياتهم وبناء الثقة في انفسهم وخلق بيئة جاذبة للطلاب تحفزهم الى الشغف الى المادة لافتا إلى أن المعلم نفسه ولكي يؤدي هذا الدور المهم يظل بحاجة إلى تعزيز الثقة بنفسه والرضا الوظيفي والتحفيز المعنوي والإداري.
وحذرت نائب الرئيس بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتورة نجاح عشري في محور «أساليب رعاية وتعزيز الإبداع في سن مبكرة» من الفجوة الرقمية في مجتمعاتنا ولا سيما في الوسط الأكاديمي التي تؤدي حسبما تقول إلى فجوة في المعرفة، مشيرة إلى زيادة حركة تدفق المعلومات وتوسع التجارة في ظل العولمة، وأكدت أن الواقع الجديد يتطلب من الجامعات التحرك بشكل مختلف.
وتناول المدير التنفيذي ونائب الرئيس للأعمال التجارية لهواوي الشرق الأوسط علاء الشيمي محو «التناول الذكي» لافتا إلى أن أهم عنصر في التعليم العنصر الإنساني وتأهيل المعلم.