هالة الناصر
رغم أنني لست ضليعة بعالم المال والاقتصاد ولم أكن يومًا من الأيام سوى صحفية كرست حياتها لهذه المهنة التي تزداد صعوبة وتعقيدًا مع إشراقة كل يوم جديد، مهنة المصاعب علمتني بأن رسالة الصحفي الأولى وواجبه تجاه مجتمعه أن تكون كل القضايا التي تهم المجتمع خاضعة للوضوح والشفافية، وأن لا يكون هناك شح في أي معلومة يحتاجها المجتمع، من أبسط حقوق المواطن أن تصله المعلومة كاملة وواضحة دون مواربة أو غموض، ما دعاني لهذا الحديث هو الخبر الغامض الذي نشرته الصحف السعودية عن قرار هيئة سوق المال في السعودية القاضي بإعفاء الشركات المدرجة من الإفصاح عن القوائم المالية الأولية للربع الرابع من السنة المالية الحالية، ذكرت الهيئة بأن أسباب هذا القرار هو تطوير سوق المال في السعودية ومواكبة للتغيرات المستمرة في الأسواق العالمية، وأسهبت في مدح قرارها هذا حتى يكاد يخيل لمن يقرأ الخبر بأن هذا القرار هو ما ينقص الهيئة لتكون أفضل هيئة سوق مال في العالم، وكما أخبرتكم سابقًا بجهلي في عالم أسواق المال ودهاليزها الكثيرة والمعقدة إلا أنني لا أعتقد بأن عدم الإفصاح هو من سيحل جميع مشاكل سوق المال في السعودية، كما أن هيئة سوق المال لم توضح لنا نحن غير العارفين بأسواق المال أسباب هذا القرار الغامض ولم توضح هذه المعايير العالمية للمواطن البسيط أمثالي، مع خشيتنا بأن يكون هذا القرار غير ناجح بشكل كاف مثله مثل قرار دخول المستثمر الأجنبي لسوق المال السعودي هذا القرار الذي ما زالت هيئة سوق المال لم تصل معه لشكل نهائي غير قابل للجدل أو الملاحظات، الغريب بأن هذا القرار بعتبر قرارًا مبكرًا جدًا إن سلمنا بصوابه كون أن هيئة سوق المال لديها ما هو أهم من هذا القرار لجعل السوق السعودية بشكل أفضل مثل إصرارها على حرمان صغار المساهمين من المشاركة في بناء سوق مال قوي وضخم لإصرارها على عدم وضع سعر قليل لقيمة السهم، بالإضافة إلى ملاحظات كثيرة لا يسع المجال لذكرها، خلاصة القول إننا نعيش في الزمن الأفضل لتصحيح جميع الأوضاع في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وهي فرصة سانحة لهيئة سوق المال لتكون من أفضل أسواق المال في العالم.