جاسر عبدالعزيز الجاسر
أي قول لميشال عون وصهره الذي فرضه وزيراً للخارجية، وأي محاولات لعملاء النظام الإيراني في لبنان لم تفلح في الحد من رفع أسهم سعد الدين الحريري بعد الموقف الشجاع الذي لم يجرؤ أي سياسي لبناني على إعلانه بوضوح في شأن تزايد هيمنة ملالي إيران على لبنان.
سعد الدين الحريري كان واضحاً وجريئاً متحدثاً باسم كل لبناني شريف يدافع عن كرامة واستقلال وسيادة لبنان، ولذلك فإن جميع اللبنانيين الذين لم يتلوثوا بـ»فيروسات» ولي الفقيه وتابعه الملا حسن نصر الله كانوا مؤيدين لسعد الدين الحريري الذي تكلم بلسانهم جميعاً، حتى السياسيون الذين لم يجرؤوا على اتخاذ مواقف مشابهة للحريري، ومنهم كثير من الساسة المسيحيين والشيعة مسرورون لأن الحريري تحدَّث نيابة عنهم.
نعم هناك من صرَّح وفضَّح دور ملالي إيران ونظام طهران في السيطرة على القرار اللبناني، وهم كثر، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر وزير العدل الذي ترك وزارة العدل وخرج من الحكومة، لأنه وجد أنه لا يستطيع أن يمارس عمله بضمير لبناني عربي بعيداً عن سطوة الإيرانيين، وهناك الزعيم المسيحي الكبير سمير جعجع، والرئيس اللبناني ميشيل سليمان، والرئيس اللبناني رئيس حزب الكتائب أمين جميل، والنائب اللبناني الشيعي صقر عقاب، ورئيس مجلس النواب اللبناني حسين الحسيني، ورئيس الوزراء السابق نجيب مقياتي، وقبلهم جميعاً مفتي لبنان وبطريريك الموارنة، جميعهم أيدوا سعد الحريري في موقفه الرافض لاختطاف بلدهم من قبل ملالي إيران عبر بندقية حزب الله، ورفضهم للحاكم الخفي ملا حسن نصر الله.
إجماع لبناني لم يحظ به زعيم سياسي لبناني مسلم إلا قلائل، مذكراً بزعامة الصلح، وصائب سلام، ورشيد كرامي، والشهيد رفيق الحريري.
سعد الدين الحريري أعاد للبنانيين كرامتهم وبرأهم من التواطؤ مع عملاء إيران، تاركاً صفة العمالة لمن يروجون مواقف وأقوالاً تشكك في حريته، وهم يعلمون زيف ما يقولون، فالذي يتحدى بندقية حزب الله وصلف الحاكم الخفي ملا نصر الله وعمالة ممن وصلوا إلى مراكز السلطة، لا يمكن أن يفقد حرية حركته التي ستتواصل لمواجهة سُرَّاق السلطة في لبنان.
نعم سيكون سعد الحريري في لبنان، وسيُستقبل في بيروت كبطل تصدى لطغيان الطائفية وتجار المصالح الذين باعوا لبنان لملالي إيران، وعندها سيزداد سواد وجوه عملاء إيران كلون ما يضعه ملا نظام إيران على رأسه.