فهد بن جليد
الحديث عن رصد عمالة وافدة ومُخالفة تقوم بصيانة هواتف بعض السعوديين في سوق الاتصالات, أمر مُحزن كون بعض الشباب من أصحاب هذه المحلات -الدخلاء على هذه المهنة- هم من فتحوا المجال لعودة هذه العمالة، وذلك نتيجة عدم فهمهم بعد لمُقتضيات مرحلة سعودة هذا القطاع، لا يجب أن نلتفت للوراء في قضية سعودة محلات الاتصالات، المجتمع عليه أن يمضي قُدماً في هذه المسألة بعد أن أثبت الشباب السعودي قدرته الكبيرة على النجاح، في واحد من أكثر القطاعات تحدياً, كون المسألة مُرتبطة بقدرة الشباب والفتيات في الحصول على الخبرة اللازمة لصيانة الأجهزة، فضلاً عن فن تسويقها.
المحاولة المُتأخرة لإجهاض مشروع سعودة قطاع الاتصالات بتسلل وعودة بعض الأجانب والجنسيات من الباب الخلفي للقطاع -لن تنجح- لأنَّ المجتمع ببساطة تجاوز مرحلة التوجس والخشية والتردد في التعامل مع السعوديين في قطاع الاتصالات، إلى مرحلة الثقة والرضا، بعد أن دخل الجميع في اختبار طوال الأشهر الماضية، نجح فيه الشباب وأثبتوا قدرتهم وانسجامهم مع هذا العمل، وأنَّ باستطاعتهم تقديم الخدمة والجودة التي تفوق ما كان يقوم به غيرهم -سابقاً- نتيجة تفهمهم لاحتياجات المجتمع وثقافته، رغم التحديات الكبيرة والبدايات الصعبة التي عاشها أصحاب هذه التجربة.
تغليب المصلحة العامة والمصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة والمكاسب الشخصية، هو حجر الزاوية في هذه القضية -للعامل و المُتعامل على حد سواء- حتى نضمن عدم حدوث أي انتكاسة جديدة في سعودة هذا القطاع، بعد أن قطعنا شوطاً طويلاً ومهماً فيه، يصعب معه العودة إلى المربع الأول لمناقشة مسألة الوجود الخفي لبعض الأجانب في السوق، فالمُتعامل هو العين الرقيبة الأولى، الفاحصة لما يحدث من تفاصيل، ورفضه الاستعانة بعامل أجنبي ولو بالخفاء (في مسألة الصيانة تحديداً) سيقضي على أي تلاعب مُحتمل وسيعزز من وجود السعوديين والثقة فيهم أكثر، كما أنَّ غياب الرقابة من الجهات الرسمية سيمهد الطريق لعودة وتسلل هذه العمالة من جديد خصوصاً في بعض المناطق التي يكثر فيها غير السعوديين ممن يفضلون ويتعاطفون مع أبناء جلدتهم، مُستغلين مُمارسات خاطئة من بعض أصحاب هذه المحلات نتيجة التكاسل، والبحث عن الكسب السريع.
استمرار نجاح السعوديين في قطاع الاتصالات وفوزنا في النهاية، هو إيذان بنجاح دخول الشباب السعودي من الجنسين في أي قطاع آخر، فنحن نعيش هنا أكبر خطوة من نوعها للسعودة، بعد أن راهن البعض على فشلها في بداية الطريق.
على دروب الخير نلتقي.