رجاء العتيبي
ماذا يحدث في قطاع الثقافة؟ ما نلحظه هو: سكون كبير, لا صخب, لا نقد, لا أفكار, لا جديد, فماذا يحدث خلف الجدران؟ نسمع عن خطط؟ عن خصخصة؟ عن نهضة؟ لم نر شيئاً حتى الآن, ولكن ربما القادم أفضل في ظل الرؤية الجديدة للدولة.
إذا كان هناك استراتيجيات جديدة يتم إعدادها فإنّ المعنيين بالثقافة - حسب علمنا - غير مشاركين بها؟ هل ثمة توجه لبناء جيل جديد مثقف يعمل وفق قيم جديدة غير التي كانت؟ هل هناك نية للاعتماد على عقول جديدة؟ على اعتبار أن حل المشكلة يكمن في إبعاد العقول التي أوجدتها؟
من يدير الثقافة اليوم؟ هل هي وزارة الثقافة والإعلام ( المركز الرئيس )؟ أم وكالة الوزارة للشؤون الثقافية؟ أم الهيئة العامة للثقافة؟ أم جمعيات الثقافة والفنون؟ أم الأندية الأدبية؟ أم أنه الحراك الثقافي بما يشمله من: مثقفين وأدباء ودور نشر وملتقيات وندوات؟
إذا تحدثنا عن العمل فإن الكل يعمل, لم يتوقف أحد, ثمة مناشط هنا وهناك, ولكن هل وصلت الأعمال إلى مستوى الطموح, حسب تقديراتنا: الكثير منها يؤدى على أنها مهمة ( ملحة ) تنفذها الجهة المعنية وانتهى الأمر.
سؤال آخر أكثر أهمية : من يدير ميزانية الثقافة؟ وهل هي تفي بالطموح؟ كيف يتم توزيعها على الجهات المعنية؟ لماذا هي ثابتة منذ زمن؟ فعلاً , لم تتغير بتغير الزمان والناس والعالم !! . هل هناك توجه لتنويع المصادر المالية للعمل الثقافي؟
الهيئة العامة للثقافة تعمل بصمت, وهدوء, وروية, وهذا حسن, ولكن الأحسن أن يكون لدى أصحاب الشأن الثقافي فكرة عن ( المشروع الثقافي الجديد ) , تأكيداً للتكامل, ومزيداً من النضج, وحتى لا يكون هناك فوضى نقدية للمشروع عندما يدخل حيز التنفيذ.
المشروعات الاستراتيجية تعرض (كمسوّدة) لأصحاب الشأن لإبداء الرأي حولها, ومن ثم تعديلها بما هو صائب, وتتم سياسية التكامل حتى يكون لكل مثقف قرار في بناء المشروع, حينها يكون هو أول من يتعامل مع المشروع بإيجابية, ويكون أول المسوقين له, وأول المنافحين عنه, لذلك جاءت أهمية ( stakeholders ) في إدارة المشروعات ( PM ) كأهم أناس تتم مراعاتهم في المشروعات, باعتبارهم (أصحاب علاقة) يؤثرون ويتأثرون بالمشروع, قد يكونون عامل نجاح له أو عامل فشل.
نعيد السؤال: من يدير الثقافة؟ ربما نحن الآن في مرحلة مخاض, ولكن أملنا في الهيئة العامة للثقافة في نهضة تصحيحية تخدم الجميع, الكل فيها يعمل وفق نظام واضح معتمد, بلا مركزية معيقة.