جاسر عبدالعزيز الجاسر
طغت الماديات حتى أصبح لكل شيء ثمن، الضمائر أصبح لها ثمن تُباع وتُشترى في سوق النخاسة دون خجل ولا مواربة.
الصحفيون، كتاّب وناقلو أخبار الذين يمنحونهم صفة «محلِّل سياسي» لهم أثمان محددة تعرفها المحطات الفضائية ويعرف مقدارها موظفو العلاقات العامة.
السياسيون أصبح لهم ثمن، ومنه ما يدخل في خانة الرشى السياسية، ومنهم من يفضل عليها الرشى المادية، فالمال كفيل بتغيير نهجه وخطه السياسي، بل وحتى ضميره، وفي خانة السياسيين رؤساء دول، ووزراء ورؤساء أحزاب، وما يطلق عليهم «زعماء سياسيون».
وفي هذا الزمن وبعد أن اتسعت أسواق النخاسة السياسية والتي توسعت دوائرها الجغرافية فقد استطاع المال الحرام كسب سياسيين ووزراء وصحفيين من خارج الوطن العربي والعالم الإسلامي، فبعد أن تخطى «الشيك الإيراني» و»الشيك القطري» الحدود، وصل إلى برلين ولندن وواشنطن، إذ لم يعد مقصوراً على «قبّيضة» بيروت وبغداد ودمشق.
بعد أن اتسعت الدائرة وعاث المال الحرام الإيراني المدعم بالمال الحرام القطري، أصبح لزاماً وضع قائمة سوداء لهؤلاء المرتشين، عرباً وأجانب، الذين يجب كشفهم وفضح أعمالهم ومواقفهم، وهي أعمال ومواقف مثبتة إعلامياً من خلال البرامج التلفزيونية، وسياسياً من خلال محاضر الجلسات والوثائق التي تتبادلها الدول بما فيها تصريحات الوزراء، التي وإن «تبرأت» بعض الدول من فحوى أقوال وتصريحات وزرائها، إلا أن كثيراً من الدول والجهات التي تتناولها تلك التصريحات وتسيء لمواقفها تُعد موقفاً سياسياً لتلك الدول حتى وإن تبرأت الدولة التي أطلق وزيرها تصريحات وأقوال سيئة لدول أخرى، كما فعل وزير خارجية ألمانيا مسايرة لنظيره اللبناني الذي حتماً لم يلتزم بالمبدأ اللبناني «النأي بالنفس»، ومع هذا فذلك شأن لبناني مشخص ومعروف بل ومرفوض من كثير من اللبنانيين والعرب الشرفاء، وما كان لوزير ألماني أن يورط بلاده ويحرجها في علاقاتها مع الدول العربية وبالذات المتضررة من تدخلات إيران وإضرارها بالدول العربية وبالذات الخليجية.. سواء كان رئيساً أو وزيراً أوروبياً أو عربياً، من أي دولة يجب ألا نسكت عن أي إساءة أو انحياز لدعم موقف حزبي أو لإحراج شركائه السياسيين أو ثمن لشيك مقبوض، فيجب أن يرد عليه بمستوى إساءته، وأن يضم إلى قائمة سوداء لمن يسيئون لبلادنا ولأمتنا العربية.
قائمة سوداء تعلن للجميع ويعامل من تضم المعاملة التي يستحقونها.