غسان محمد علوان
انتهى الشوط الأول من نهائي دوري أبطال آسيا بتعادل (غير عادل) بين الهلال وفريق اوراوا الياباني.. ذلك اللقاء الذي انتهى بهدف لمثله، لم يعكس واقع المباراة إطلاقاً، ولم تكن النتيجة النهائية وصفاً حقيقياً لما قدمه نجوم الهلال الذين وقف أمامهم حاجز عدم التوفيق أكثر من أي شيء آخر.
استحواذ كبير قلّ حدوثه في أي لقاءٍ نهائي، فما بالك بنهائي أكبر قارات العالم ونحن نراه يلامس حدود 70 %. أهداف محققة (ولم أقل فرص تسجيل)، رفضت أن تسكن شباك اليابانيين على أرض الدرة، عبر أقدام ورأس هداف البطولة (عمر خربين) واثنان من أبرز نجوم النسخة الحالية سالم وميليسي.
فعلاً وقف الحظ في وجه الهلال (اللهم لا اعتراض)، فمن هدف ياباني نتيجة دربكة غير مفهومة، تصطدم الكرة بقدم مهاجم أوراوا لتتهادى في الجهة الوحيدة التي تضمن دخولها للمرمى لا غير. ويتزامن معها تماماً، إصابة نجم الفريق (كارلوس إدواردو) وخروجه من اللقاء في أنفاسه الأولى.
حدثان كبيران في مناسبة كبيرة، من شأن أحدهما فقط دون الآخر أن يبث روح الاستسلام في نفوس أي فريق، وهذا مالم يحدث لزعيم القارة. وضع كل ذلك خلفه، وسيطر سيطرة شبه مطلقة، كانت تحتاج فقط أن يقف الحظ موقف الحياد، لينهي الهلال قصة النهائي من مباراة الذهاب. ولكن قدر الله وما شاء فعل.
هدف لا أكثر يحتاجه الهلال في اليابان ليقلب الطاولة على رؤوس اليابانيين، لينتقل كل التوتر لهم لا للهلال. فهم أكثر من غيرهم، رأوا ما فعل الهلال على أرض الملعب. وأن تكتيكهم الدفاعي لم يمنع الهلال من الوصول وبشكل متكرر لمناطق الخطورة لديهم. فما الحل الآن والهلال قد اختبرنا و أفشل خططنا، هل ندافع ونكرر قصة الذهاب؟ فإن كررناها، هل نضمن أن يقف الحظ معنا بذلك الشكل الغريب؟ فهل نهاجم إذاً؟ ونترك المساحات لفريق هجومي كالهلال سيدخل بكل قوته لتعويض التعادل الماضي؟ هذه بالضبط الأسئلة المحيرة التي تكتنف مخيلة اليابانيين. في المقابل لا يستوطن مخيلة دياز ولاعبيه سوى سؤال واحد: كيف سنسجل أكثر من هدف؟ أتفهم تماماً الغضب والحزن لدى الجماهير الهلالية، ففريقها واتته فرصة ذهبية لإنهاء المهمة بشكل كبير. ولكن ما لا أتفهمه هي تلك النبرة الانهزامية والاستسلامية وكأن اللقاء القادم هو تحصيل حاصل بعد ذهاب اللقب. ما تبقى هو الأهم، وفريقكم ظهر بالشكل الأفضل والأقوى مقارنة بمنافسه. فإما أن تثقوا بأعينكم وما رأيتموه في السبت الماضي، أو تدعون الهلال يخوض لقاء الحسم دونكم. فهو بالتأكيد في غنى عن أي طاقات سلبية أو أطروحات بكائية سلمت الكأس لأوراوا قبل أن يلعب النهائي.
حالكم مع فريقكم الآن كركاب مركب واحد، تعرض لضربات أذته ولكنها لم تغرقه.. فإما أن تختاروا الوقوف سوياً للوصل للهدف الذي تنشدونه جميعاً، وإما أن تتفرغوا لتوجيه أصابع الاتهام يمنة ويسرة، وتأكيد أن هذا المركب لن يرسو على الشاطئ الذي تتمنون.
القرار لكم وحدكم في كيفية تعاملكم مع فريقكم، إما معه قولاً وفعلاً، أو ضده تشاؤماً واستسلاماً. فلا يوجد حل وسط الآن، فاختاروا لمركبكم أيّ مرفأ تريدون.