سعد بن عبدالقادر القويعي
تحذير -وزير الخارجية السعودية- عادل الجبير، من أن تتحول: «جميع الأطراف في لبنان إلى رهائن لدى حزب الله ، -وبالتالي- لدى إيران»، ما لم يتم نزع السلاح من ميليشيات حزب الله، وتحويله إلى حزب سياسي، ومؤكدا -أيضا- ضرورة: «نزع سلاح حزب الله ، وأن يصبح حزبا سياسيا؛ من أجل استقرار لبنان.. ، وأن لبنان لن ينعم بالسلام إلا بنزع سلاح حزب الله «، هو نوع من أدوات الدبلوماسية الهادئة للسياسة السعودية، حول ضرورة الخطة الاستراتيجية في المدى القريب، ومعالجة توجهات ملف سلاح حزب الله اللبناني على المدى الطويل بمرونة، ودهاء.
انتهت أكذوبة سلاح حزب الله ، بمجرد أن تحول سلاحه إلى الداخل اللبناني، كما انكشف إطار اللعبة المعروف بينه، وبين إيران، حين قُلبت المعادلات الخاطئة على الساحة اللبنانية، وتوجيهها - بالتالي - إلى المسار الصحيح. وفي هذا السياق ، فقد بات واضحا أن معالجة التوجهات العدوانية تأتي بدهاء سياسي، بعد أن ارتهن مصير الحزب بامتداداته الخارجية، وقراراته المرتبطة بمرجعية الولي الفقيه، والذي سيتم بأسرع مما كان يمكن تصوره؛ لتجريده من ذراعه العسكري الذي أكسبه قوة تعدّت حدوده، وقدراته، وأدخلته في معادلات إقليمية، ودولية كبيرة بالمنطقة.
نزع سلاح حزب الله، وبسط يد الدولة على كل لبنان، وتشكيل خيار سياسي موحد؛ من أجل تبني مشروع واضح، يسعى إلى حشد الدعم الدولي؛ لسحب سلاح الحزب، وتسليمه للدولة، ووقف تدخلاته في شؤون الدول العربية، وفضح نشاطات الحزب غير المشروعة، كمحاولة السيطرة على صانع القرار السياسي اللبناني، وطرد الأكثرية - السنّية والمسيحية - من نسيج التعايش بين مختلف الطوائف، وجعل لبنان على كف عفريت، بعد أن أصبح نقطة لانطلاق العمليات - العسكرية والإرهابية - ضد الدول العربية، - وفي مقدمتها - المملكة العربية السعودية أصبح خيار المرحلة - ولا شك -.
حزب الله ليس شأنا داخليا يخص لبنان - فقط - ، بل هو - اليوم - مرتبط بالمتغيرات - الإقليمية والدولية - ؛ ولأنه بدأ يشعر بالقلق تجاه التطورات الأخيرة في المنطقة، والتهديدات الكبرى التي تلوح في المستقبل، فإن السعودية ستعمل على تشكيل تحالفات دولية تواجه هذا المشروع، وتقويض قدرته في إحراز التأييد، وستحضر لمشاورات دبلوماسية ؛ لإنقاذ لبنان ، - خصوصا - وأن اتفاق الطائف قد نص صراحة على سحب سلاح جميع الميليشيات اللبنانية، وتسليمها للدولة؛ للعمل على حماية النظام الداخلي، وفرض القانون، والدفاع عن سيادة، واستقلال لبنان، وهو ما يتناغم مع تعزيز سيادة، ومستقبل لبنان، وسيكون عنصرا رئيسا لمنطقة أكثر استقراراً، وأماناً.