جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعض الساسة، ومنهم للأسف رؤساء دول، يتعاملون مع ما يشهده العصر الحديث من متغيرات وتطورات في الفكر السياسي بأسلوب الماضي، وبعضهم لا يزال محصوراً ضمن نطاق وثقافة بيئته السياسية التي رغم تخلفها وسلوكها أنماطاً عفى عليها الدهر، كونها تعتمد على العصبيات الطائفية والمذهبية، وتحذو حذو ما يقوم به «زعران» ذلك البلد، ظناً منهم بأنهم قادرون على تحقيق ما فعلوه في مجتمعاتهم وبلدانهم الصغيرة التي تفقد مقومات الدولة بسبب فكر أولئك السياسيين وأنه وبعقلية «الأزعر» يتعامل مع قرارات وإجراءات الدول والمنظمات الدولية والإقليمية.
مثال على هذا النمط من السياسيين ينطبق على رئيس دولة لبنان الذي يعرف كل من يتابع الأوضاع في لبنان كيف عطل المؤسسات اللبنانية، وأخَّر انتخاب رئيس الجمهورية، بتحالفه مع الذراع الإرهابي لملالي إيران، مصراً بأن لا يُنتخَب أحد غيره، وبعد أكثر من عامين وبندقية حزب الشيطان فُرِض رئيساً للبنان، بنفس أسلوب «زعران وقبضايات بيروت»، وحين كان أنصار ذلك الزعران يفرضون تسلطهم بـ»الشبرية» و»الخنجر» فإن الجنرال الذي هرب إلى باريس بعد دحر قواته وإخراجه عنوة من قصر بعبدا، عاد للقصر بالبندقية الطائفية بعد تحالفه المشبوه مع حزب الشيطان ليبدأ بعد حصوله على منصب رئيس الدولة بتسديد فواتير تحقيق نزوته الشخصية بالعودة إلى قصر بعبدا، ويتلبس بكفاءة لا تتناسب مع سنه دور محامي الشيطان «حزب الملا حسن نصر الله».
توافقاً مع مهام ومتطلبات وأدوار محامي الشيطان، أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية الأستاذ أحمد أبو الغيط أثناء زيارته الأخيرة لبيروت «أنه يرفض التلميحات بأن الحكومة شريكة في الأعمال الإرهابية التي ترتكبها مليشيات حزب الشيطان «حزب الملا حسن نصر الله» وأوغل عون في الكذب والصلافة رغم أنه يتحدث لرجل يعرف ما يدور في المنطقة «بأن سلاح مليشيات حزب الشيطان موجه لإسرائيل وللدفاع عن لبنان».
ما تفوه به عون لم يغير من الحقيقة شيئا، فالعالم بأجمعه يعرف مهام وأدوار مليشيات حزب الشيطان، كما يعلم أن حكومة لبنان ومؤسساته الدستورية جميعها مستلبة الإرادة والقرار؛ فالبندقية الطائفية مسلطة فوق الرؤوس، ولا يمكن لمسؤول لبناني يحترم نفسه يقبل ما قبله عون، إلا من له توافق طائفي مع ما يجري على أرض لبنان، بدليل أن سعد الحريري رفض ذلك وفضل نظافة اسمه واسم عائلته من وحل العمل مع مليشيات الشيطان، ومن يأتمرون بالتعليمات الواردة من طهران، وقبل ذلك فعل ذلك أشرف ريفي الذي ترك وزارة العدل بعد أن تيقن أنه لن يستطيع إقرار العدل بوجود إرهابيين وزعران يمسكون بالقرار اللبناني.
ثم أن على عون أن يستفيق من غفوته، فوسم لبنان وحكومته بالمشاركة بالأعمال الإرهابية مثبت ولا يمكن التنصل منه بوجود وزراء في الحكومة اللبنانية ينتمون للميلشيات الإرهابية، ميلشيات حزب الشيطان، وفي الحكومة حلفاء لهم يتقاسمون الرشى السياسية والمادية، وهو ما أكدته أمريكا وعدد من الدول العربية والأوروبية.