د. أحمد الفراج
أنا من الجيل الذي نشأ على عبارة: «ادفع ريالا تنقذ فلسطينيا»، وتبرع بمصروفه اليومي كطفل لنصرة فلسطين، وكنت، أثناء دراستي في الولايات المتحدة، ناشطا في كل ما له علاقة بقضية فلسطين، سواء بالكتابة أوالحديث أو المشاركة في الندوات المختلفة، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يزايد علينا بهذا الخصوص، وستظل كل القضايا العادلة في وجداننا، مهما تحذلق المتحذلقون، وخان الخائنون من أهل القضية ذاتهم، ولو كانت مواقفنا لتتغير، لتغيرت يوم أن وقف زملاؤنا الفلسطينيون في أمريكا مع صدام حسين، وهتفوا أمام أعيننا يطالبون صدام بحرق آبار النفط في المملكة، وهم الذين كنا نشاركهم لقمتنا، وندعمهم في كل نشاط له علاقة بقضية فلسطين، فالحديث اذا هو عن الذين يتاجرون بقضية فلسطين، وليس عن القضية ذاتها!.
ومع التأكيد على أن مواقفنا، كما هي مواقف بلدنا، لا يمكن أن يهزّها أو يغيرها موقف خائن وعميل، إلا أننا في زمن كثرت فيه الأخطار حول منطقتنا الملتهبة، وبدأنا نعيد الحسابات، إذ ليس من المعقول أن تكون طيّبا وساذجا إلى ما لا نهاية، ويصعب أن تتقبل الطعنات الغادرة ثم تبتسم، فقد سئمنا من هذه الطيبة الزائدة، فهي لا تُفّسر على هذا النحو، بل تُفهم على أنها ضعف وهوان، بل وغباء لا مثيل له، وحركة حماس هي خير مثال، فقد وضعت يدها منذ زمن طويل بيد أخطر أعداء المملكة، أي نظام ملالي طهران، وتقف حاليا مع نظام الحمدين الغادر، الذي يتآمر على بلدنا منذ عشرين عاما، ولا تتوقف إساءات هذه الحركة، التي تتلبس بالدين، وتتآمر على القضية ذاتها، وليس فقط على دول الخليج، ودونكم آخر ما قام به أحد أبرز رموز هذه الحركة قبل يومين، من استفزاز لم يفعله ألد أعداء بلدنا.
موسى أبو مرزوق، أحد قادة حماس، وأحد كوادر تنظيم الإخوان الدولي، والذي عاش جزءا من حياته في الخليج، في دولة الامارات تحديدا، وأثرى من خلال ذلك، كما هو حال كثير من إخوتنا الفلسطينيين، يعتبر أحد أشرس خصوم المملكة، وألد أعدائها، ويرتبط بعلاقة حميمية مع حكومة طهران، اذ يعتبر العقل المدبر وراء جرّ حماس للعمالة لنظام ملالي طهران، وتسخيرها لخدمة أجندة إيران في المنطقة، وقد استفز الجميع، كما هي عادته وعادة قادة حماس، عندما صرح يوم أمس، وبأوامر من طهران والدوحة، وقال نصا: «النقطة الاولى على جدول اعمال مؤتمر الحوار الفلسطيني: بأن حزب الله ليس بمنظمة ارهابية..... يجب ان يكون الموقف بالإجماع لتصويب بوصلة العرب السياسية، فلسطين والقدس»!!، وهو هنا يرد على بيان جامعة الدول العربية، بعد اللقاء الطارئ، الذي عقد بناء على رغبة المملكة!!، وتم من خلاله إدانة حزب الله الإرهابي وإيران، فهل بعد هذا العداء عداء؟!، وهل حان الوقت لدول الخليج لإعادة خارطة تحالفاتها؟!، كما قال معالي وزير خارجية البحرين مؤخرا، وسنتطرق لذلك في المقال القادم!.