رقية سليمان الهويريني
تتمثَّل إستراتيجية مبادرة الابتكار بوزارة الإسكان لتقنيات البناء الحديث في خمسة أهداف رئيسية هي: السعر المناسب، والجودة العالية، وسرعة الإنجاز، وتوليد الوظائف وتعزيز المحتوى المحلي. ولعل برنامج «الابتكار وتقنيات البناء» يحقق هذه الأهداف.
ولطالما طالب الكثير من المتخصصين والمهتمين في شؤون البناء والإنشاءات بالاستفادة من التجارب العالمية باستخدام تقنيات البناء الحديثة التي تُعد أحد الحلول لتقليل التكلفة في بناء المنازل، حيث إن استخدام وسائل البناء التقليدية في تشييد المنازل حالياً تستنفد الوقت والجهد والمال، وقد يستغرق بناء وحدة سكنية واحدة في المملكة أكثر من عام ونصف العام! لاعتماده على تقنيات الجيل الأول التي تتم بطرق تقليدية، بينما نلاحظ البناء في الدول المتقدّمة لا يستغرق عدة أسابيع حال الاستفادة من التقنيات الحديثة.
وفيما بدأت معظم دول العالم المتقدمة باستخدام تقنيات حديثة في بناء المنازل وتجاوزت تقنية الجيل الثالث، وشرعت لتطوير الجيل الرابع من الصناعة؛ القائم على استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، إلا أننا لا نزال في دائرة الجيل الأول!
وكي تنجح وزارة الإسكان في إقرار التقنيات الحديثة؛ ينبغي لها الشراكة الجادة مع القطاع الخاص، ومن شأن التعاون المشترك توليد الوظائف للشباب والشابات السعوديين العائدين من البعثات ممن تعلموا استخدام هذه التقنية، ومارسوها. ومعروف أن هذه التقنية يتم فيها إعداد أعمال البناء في مصانع مناسبة للعمل، وأقل إجهاداً، وكثير من المهندسين الشباب لديهم المهارة بتبنّي أساليب بناء مستقبلية وصولاً لتسهيل الطريق لتنفيذ تقنيات الجيل الرابع المعتمدة على السعر المناسب لإمكانيات المواطن ومعايير الجودة المطلوبة والسرعة في الإنجاز.
وأرجو إقرار إستراتيجية مبادرة الابتكار بوزارة الإسكان لتقنيات البناء الحديث بأسرع وقت، مع إيجاد الأنظمة والتشريعات التي تكفل حق المواطن وضمان الجودة العالية والسعر المناسب، وتوفير الكفاءات التي تعمل بها وتشرف عليها الوزارة، مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية من المصنّعين والمطورين، وجلب أفضل التقنيات العالمية، لتنتهي أزمة السكن وينعم المواطن بالاستقرار والراحة.