فهد بن جليد
لا تفسير لدي عن تشجيع وتعاطف بعض الجماهير الرياضية السعودية مع نادي أوراوا دايموندز الياباني في مواجهة الهلال هذا اليوم على نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، وتمنياتهم ألا ينجح زعيم الأندية السعودية والخليجية والعربية في تمثيل الوطن والعرب بالشكل المناسب واللائق، ويخفق هذا اليوم في تحقيق اللقب الآسيوي المُستحق والوصول للعالمية بجدارة، وهو أمر بات مُعلناً عبر بعض الهاشتاقات (المدسوسة) والمُريبة والدخيلة على رياضتنا، مع بعض التغريدات لحسابات أتمنى ألا تكون سعودية، وهو أمر مُستفز لي شخصياً وأعتقد للكثيرين غيري، فقد تعودنا دائماً وأبداً مُساندة ممثل الوطن -مع اختلاف ميولنا- فالمنتخبات السعودية أولاً، ثم من يمثلنا من أندية الوطن.
هذا لا يعني عدم وجود ظاهرة النكاية والمناكفة بين جماهير الأندية منذ زمن طويل، ولكن الأمر لم يصل قط إلى الدعوة للتشجيع ضد أندية الوطن، وقد يفهم هذا على مضض عندما يكون الطرف الآخر نادياً مُتابعاً محلياً وله شعبية عالمية جارفة، ومشاركًا في بطولة تغطيها القنوات الرياضية المحلية، وهو ما لا يتفق مع حالة النادي الياباني الصديق رغم قوته الكبيرة، وبطولاته العديدة المُعتبرة، ولكنه لا يحظى بشعبية محلية لدى الجماهير السعودية -كشعبية الأندية الأوروبية مثلاً- تبرر مثل هذا التعاطف المُرِّيب، الذي يعكس التعصب وضيق الفكر الرياضي والكروي عند بعض الجماهير التي تنظر من (خُرم الإبرة) فيما يخص المشاركات والاستحقاقات الخارجية لأندية الوطن، خصوصاً تلك التي بينها وبين أنديتهم منافسة محلية، وهو ما يتطلب تصحيح مثل هذه المفاهيم الضعيفة والخاطئة، أو تبريرها بشكل واضح وصريح لبقية الجماهير من قبل هيئة الرياضة العامة (كرأي رسمي) يتم الرجوع إليه، والاحتكام له عند وجود خلاف بين مُشجعين الأول يرى ضرورة تشجيع أي نادٍ سعودي كواجب وطني، والآخر يرفض إقحام الوطنية في الميول الرياضي للأندية، مُتمسكاً بأنَّ ما يلزمه هو المنتخبات السعودية الرسمية، أمَّا الأندية فالمسألة يجب ألا تتعدى الميول الرياضي الشخصي حتى لو كان ضد الأندية السعودية.
بغض النظر عن نتيجة مباراة اليوم التي (أتمنى شخصياً) للهلال ممثل الوطن فيها التوفيق، أرجو من هيئة الرياضة العامة ورئيسها الأستاذ تركي آل الشيخ مناقشة وطرح هذا الأمر بشفافية، حتى تتضح الصورة كاملة للجميع، ويكون لدينا مقياس واضح مُعلن لهذه المسألة من الهيئة بشخصيتها الجديدة الناجحة، التي لن تخجل من وضع النقاط على الحروف لحسم الجدل الرياضي بكل ثقة، حتى لا يُستغل شبابنا من أعداء الوطن بخبث.
وعلى دروب الخير نلتقي.