انطلقت في العاصمة عشق آباد ورشة العمل الأولى بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، ومعهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية التركمانية. وتأتي هذه الورشة انطلاقاً من توجيهات معالي وزير الخارجية ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية نحو تطوير العلاقات مع دول آسيا الوسطى، وتفعيلاً لمذكرة التعاون الموقعة بين المعهدين في مايو 2016 . وكانت الورشة قد بدأت بكلمة افتتاحية ألقاها مدير عام معهد العلاقات الدولية السيد/ بابا زاهروف، رحب فيها بسعادة مدير عام معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية الدكتور عبدالله بن حمد السلامة، وسفير المملكة خالد بن فيصل السحلي والدكتور فهد بن عبدالرحمن المليكي، والدكتور خالد بن إبراهيم العلي. وأكد أن عمق العلاقات بين البلدين تمثل دافعاً رئيسياً لالتقاء المهتمين بشأن التدريب الدبلوماسي في كلا البلدين، وهذا من شأنه أن يعمق العلاقات التشاورية بين الطرفين، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة من أوجه التعاون المختلفة. وأعرب السيد زاهروف عن سعادته البالغة لعقد هذه الورشة التي تأتي امتداداً للعلاقات الأخوية بين البلدين.
بعد ذلك ألقى د. عبدالله السلامة مدير عام معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية كلمة أشار فيها إلى كرم الضيافة وحسن التنظيم، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة في المملكة لتفعيل التعاون مع دولة تركمانستان، مؤكداً أن المملكة دولة تتمتع بإمكانيات وقدرات هائلة يمكن أن تساهم في دعم التنمية في تركمانستان بشكل عام، وكذلك تبادل الخبرات في مجال التدريب الدبلوماسي بكافة تخصصاته ومهاراته وعقد الندوات وورش العمل والمؤتمرات، وتوجه معهد الأمير سعود الفيصل نحو التحول للعمل كمركز فكري يخدم العمل الدبلوماسي ووزارة الخارجية والجهات ذات العلاقة في المملكة.
وفي الجلسة الأولى من هذه الورشة قدم الدكتور خالد العلي، المشرف على البرامج التأهيلية، ورقة بعنوان العلاقات السعودية - التركمانية، أكد فيها أن المملكة تنطلق في جوهر تفاعلها مع الدول الشقيقة والصديقة من مبدأ التعاون البناء الذي يخدم المصالح المشتركة، سواءً في سياق ثنائي، أو عن طريق ممارسة دور فاعل في إطار السياسة متعددة الأطراف. وذكّر العلي بأن المملكة تعتمد في سلوكها التفاعلي على رصيد متناغم يجمع ما بين الأهمية الدينية، والمرجعية العروبية، والمكانة التأثيرية في السوق النفطية العالمية، وتكتمل هذه المنظومة بأهميتها الحضارية القائمة على محاربة شتى أشكال الإرهاب، ودعم قيم ومبادئ السلم والأمن الدوليين. وأشار أيضاً أنه إيماناً من المملكة بعدالة مبادئ وثوابت سياستها الخارجية، وإدراكاً لضرورة توسيع دائرة علاقتها مع الدول الشقيقة والصديقة، فقد سارعت وأعلنت في 22 فبراير 1992 م إقامة علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية تركمانستان، كأول دولة عربية تعترف بها. وأشار إلى أن العلاقات تسارعت بشكل مضطرد لتحقيق المصالح المشتركة. وقد توجت هذه العلاقات بتوقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم أثناء الزيارة الثانية لفخامة الرئيس التركماني للمملكة في العام 2016.