يوسف المحيميد
حينما تعلن الدول الأربع، السعودية ومصر والإمارات والبحرين عن القائمة الثالثة للمؤسسات الممولة للإرهاب، والأفراد المتورطين فيه، فهي تسعى إلى تحديد الجهات بمسمياتها، وتحديد الأفراد بأسمائهم، وأيضًا الإشارة إلى الأماكن والدول التي تحتضنهم، وتحميهم من العدالة.
وحين تعمل السعودية على محاربة الإرهاب، وتدعم الإسلام المعتدل، فهي من إحدى أكثر الدول التي تعرضت للإرهاب، وتضررت منه كثيرًا، منذ ثلاثين عامًا، ففي مؤشر الإرهاب العالمي الذي نشره معهد الاقتصاديات والسلام الأسترالي للأبحاث، حلت السعودية في المركز السابع عربيًا، والسادس والعشرين عالميا لأكثر الدول المتضررة من الإرهاب، بما يشير إلى تقدم مرتبتها عن العام السابق الذي احتلت فيه المركز الـ32 عالميا، بما يعني أنها تتعرض للإرهاب خاصة أنها تعمل بجدية وعزم على محاربته، على كافة الجهات.
وما يلفت النظر هو ما تتعرض له دول الشرق الأوسط أكثر من غيرها من هجمات إرهابية وقتل المدنيين الأبرياء، ففي هذا العام تم شن نحو 4732 هجمة إرهابية خلفت وراءها نحو 13512 قتيلا، وربما من أكثر الدول التي لا تتعرض لمثل هذه الهجمات هي إيران، التي تعبث بجنون في الدول المحيطة بها، وتدعم الحركات والميليشيات الإرهابية، واحتضت مئات الأسماء الموجودة على قوائم الإرهاب المطلوبة عالميا.
ولعل ما يثير الغضب من تبريرات الدول الداعمة للإرهاب ادعاء أنها تدعم حراك الشعوب ضد حكوماتهم، وهي لا تفعل شيئًا سوى إثارة الفوضى والشغب، والعبث باستقرار الدول المطمئنة، فلم نجد من ثورات ما يسمى الربيع العربي سوى قتل المدنيين الأبرياء، وتهجيرهم، وتشريدهم، ونسف منازلهم والبنى التحتية في هذه الدول التي عادت إلى عصور التخلف والهمجية، فما يكرس المؤسسات التي تدعم الإرهاب، والأرهابيين، هي الدول الراعية للإرهاب، فمتى كفَّت هذه الدول عن دعمها للحركات الخارجة، والإرهابيين، وانصرفت إلى شؤونها، وتوقفت عن التدخل بشؤون غيرها إلا في المساعدات الإنسانية والبناء والتعمير، تنفَّس العالم وعمَّ السلام الذي ينتظره هؤلاء المهجَّرين الذين تركوا بلدانهم بحثا عن الأمان والطمأنينة.