ناصر الصِرامي
لماذا أخذ مقال الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان هذه الضجة والمتابعة..؟!
نسيت أنني قلت إنه شخص مشهور، وأضيف «جدًا»!.لكن ليس ذلك فقط، بل إنه من الكتاب القلائل الذين يعرفون الشرق الأوسط ويتجولون في دوله، ليس ذلك وحسب، بل إنه أيضًا مقروء ومسموع جدًا في غرف السياسة الأمريكية، من يتفقون ويختلفون معه، وأنت منهم بلا شك. بالنسبة لنا لم يقل الكاتب توماس فريدمان أي شيء جديد، لكنه أعاد التأكيد على توقعاتنا، ووقعنا الحديث، الذي نتابعه ونعرفه ونحتفي به كتاريخ جديد، لكن لا شك أن قلمه يصل للعالم بغض النظر عن رأيك الشخصي. كما أن مقاله يكشف الكثير من التفاصيل.
«إن محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد السعودي لديه خطط كبرى لإعادة التسامح إلى المجتمع السعودي».
مقاله بصحيفة «نيويورك تايمز»، التي يكتب فيها باستمرار، جاء تحت عنوان «الربيع العربي في المملكة العربية السعودية أخيرا»، عنوان مهم للمتابع الغربي قبل العربي، يشير إلى أن أكبر عملية إصلاح مهمة تجرى في الشرق الأوسط حاليًا تقوم بها المملكة السعودية.
قال: إنه «يزور الرياض حاليًا خلال فصل الشتاء، إلا أنه وجد المملكة تمر بربيعها العربي على الطريقة السعودية».
نقل للعالم «أنه وخلافًا للربيع العربي الذي شهدته الدول العربية فإن بن سلمان - 32 عامًا - يقود التغيير من أعلى إلى أسفل، وأنه لو نجح في مسعاه فإنه لن يغير شخصية السعودية فقط، بل محتوى وشكل الإسلام في العالم». وهذا ما نأمله ونردده ونثق فيه أيضًا..
ليس مقالاً للرأى فقط، لكنه عمل صحفي مهني نادر في الوقت ذاته، فقد سافر الكاتب إلى الرياض، وحصل على مقابلة مع ولي العهد، جزء مهم من الحديث عن قصة الساعة والحرب على الفساد وعنوان الريتز كارلتون، القصة الاستثنائية، التي «لن تراها كل يوم». كما كتب..
مقابلة حصلت له فرصة الجلوس مع الأمير محمد بن سلمان نحو 4 ساعات كما أشار، ونقل فيها عن سمو ولي العهد القوى الأمين صراحة، «أنه من المضحك وصف الحملة ضد الفساد بأنها محاولة للإمساك بالسلطة، بل إن عديدًا من الأمراء الموقوفين أبدوا دعمهم له ولإصلاحاته، وأن أغلب العائلة تقف إلى جواره».
«إن ما يحدث أن المملكة تعاني كثيرًا من الفساد منذ الثمانينيات حتى الآن، وأن تقديرات الخبراء تشير إلى أن حوالي 10 في المائة من الإنفاق الحكومي يتم إهداره بسبب الفساد، وأنه على مدار سنوات أطلقت الحكومة أكثر من حرب ضد الفساد إلا أنها فشلت جميعًا لأنها كانت تبدأ من أسفل». قال سمو ولي العهد.
وقال ابن الملك الحاكم، ما نعرفه كسعوديين جيدًا شعبيًا، قال علانية «إن الملك سلمان، الذي لم تلاحقه سمعة الفساد خلال 5 عقود من توليه إمارة الرياض، صعد إلى العرش في 2015 مع انخفاض أسعار البترول، تعهد بوقف كل هذا، وأنه من المستحيل البقاء في مجموعة العشرين الصناعية الكبرى والنمو مع استمرار الفساد».
هنا خلفية لقصة مهمة نقلها الكاتب الأمريكي: «في بداية 2015، كان واحدًا من أول أوامره الملكية للحكومة هو جمع معلومات عن الفساد في القمة، وأن هذا الفريق عمل لمدة عامين حتى تمكنوا من جمع معلومات دقيقة عن حوالي 200 شخص».
وأضاف أنه «عندما تم جمع كل المعلومات، اتخذ المدعي العام السعودي كل الإجراءات اللازمة، حيث وضع أمام كل ملياردير وأمير خيارين بعد أن قرأوا الملفات التي نملكها، ووافق 95 في المائة منهم على التسوية، والتنازل على مملتكاتهم وحصصهم إلى خزانة السعودية»... وهكذا يكتب الملك سلمان بن عبدالعزيز بحزم التاريخ لمستقبل البلاد.. وهكذا يعمل بعزم ولي عهده القوى الأمين..