ناصر الصِرامي
«جميع البيروقراطيين الكبار عليهم العمل لساعات طويلة في الوقت الراهن. فهم يعلمون أن محمد بن سلمان قد يتصل بهم هاتفياً في أي وقت ليسألهم إذا كانوا يعملون على إنجاز ما طلبه. قال توماس فريدمان للأمير إن عاداته في العمل ذكّرتني بجملة في مسرحية «هاملتون» عندما تسأل الجوقة: لماذا يعمل دائماً وكأن «الوقت يداهمه».
أجاب: «لأنني أخشى أنه عندما يحين موعد رحيلي عن هذه الدنيا، قد أموت من دون أن أكون قد أنجزت ما يجول في بالي. الحياة قصيرة جداً، ويمكن أن تحدث أمور كثيرة، وأنا حريص على أن أشهد عليها بأم عينَي - ولهذا أنا على عجلة من أمري». هنا ختم توماس فريدمان مقالة ومقابلته الأشهر مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التى استمرت لنحو أربع ساعات، والتي احتلت غالبية صفحة الرأي في جريدة «نيويورك تايمز». المقابلة التي نقلها وسمعها وعلق عليها وتداولها العالم، أفرادًا وزعماء وقادة ودول.
كسعوديين يهمنا جدا أن تكون مسيرة التغير وعملية الإصلاح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتنموية، أن تكون بهذه السرعة، والأغلبية السعودية التي كانت صامتة لوقت طويل، يفرحها بلا شك أن يكون الأمير على عجلة من أمره جدًا.
كتبت سابقا، أن الأمير محمد بن سلمان الذي يقود الجهاز التنفيذي للبلاد، وهو في بداية العقد الثالث من عمره، يريد أن يرى السعودية في نسختها المحدثة خلال عقدين أو ثلاثة من الآن، يريد أن يرى الحلم متجسدًا أمامه، وأن تتحول معظم الأحلام والأفكار إلى واقع، لذا هو على عجلة من أمره، وهذا يفرحنا, ويؤكد حجم التفاؤل الكبير في دوره التاريخي لإعادة بناء الدولة ورسم النسخة الأحدث من المملكة السعودية.
أجزم أنه ليس الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، هو الوحيد الذي في عجلة من أمره، بل جل السعوديين إن لم يكن جميعهم اليوم، على عجلة من الأمر للتعويض عن سنوات الركود والفساد، وسيطرة التيار المتحفظ والمتشدد، الذي حرمنا فرصًا للحياة والتفوق على محيطنا الإقليمي والدولي أيضا.
لذا نحن متفائلون جدًا بالحرب على الفساد، متفائلون بمملكة التسامح في نسختها الجديدة، متفائلون بالأحلام والخيال بوطن ولوطن مختلف.
نعم، ونعم وعلى عجلة من أمرنا جدًا جدًا جدًا.. خلف سمو ولي العهد القوي الأمين.