فوزية الجار الله
لأجل كتابة أصيلة نبيلة، لأجل كتابة ذات مصداقية وأهمية لابد من جهد وبحث ومعاناة، لأجل الحصول على مادة ذات قيمة ترسم سطورها كلمة بعد أخرى بمنتهى الثقة وراحة البال والضمير.
منذ ساعات وأنا أحاور وأناور في خضم الكلمات والمعاني، القضايا والأحداث الماضية والحاضرة والمحتمل حدوثها مستقبلاً..
لم أبدأ بعد وذلك لأنني أود الاستناد إلى حقائق موثقة حين أذكرها لا ينتابني الشك فيما أقول احتراماً للكتابة ثم لنفسي ثم للقارئ الذي سأقدم له ما لدي.. وبينما أنا كذلك وقعت عيناي في أكثر من موقع في الإنترنت على أخبار وحكايات مدهشة من مصر الحبيبة، حين أستغرق في قراءة بعض الحكايات يجتاحني كثير من الشجن والحنين، فلمصر في ذاكرتي ركن مضيء حيث كانت منبعاً لقراءاتي في مرحلة الطفولة ومن ثم المراهقة، لا أنسى مجلدات سمير والسندباد والكثير من منشورات دار الهلال ومنشورات المكتبة الخضراء ما بين (الجميلة النائمة، سندريلا، القداحة العجيبة والأقزام السبعة) أيضاً لا أنسى تلك الأفلام المصرية السينمائية، التي كنت أشاهدها عبر شاشة التلفاز في نهايات مرحلة الطفولة تقريباً لقلة مصادر الثقافة والتسلية، ليست ثمة إنترنت أو دور للسينما متاحة للجميع، وأنا في ذلك مثل كثير من بنات الأسر السعودية محصورة في أرض الوطن، حيث يخاف الكثير من الأسر على بناتهم فلا يسمحون لهن بالسفر خارج المملكة حتى مع أسرهن خشية عليهن من التفتح والانطلاق! يا لذلك الزمان! أتذكر تلك القراءات لإحسان عبدالقدوس الذي شدني ربما لأسلوبه السهل المباشر وأيضاً يوسف السباعي في رواياته الطويلة المدهشة.
أبحث عن معلومة موثقة، حين أذكرها لأفاجأ بعد فترة من الوقت يما يعارضها أو يناقضها لذا أجدني حذرة كثيراً أمام تلك الأحداث العالمية اليومية والتي تحتاج إلى وقت للاستقصاء والتأكد من مصداقيتها..
لا أريد أن أكون مثل ذلك القارئ الذي كتب مرة على صفحة (الفيسبوك) أن أم كلثوم سبق لها الزواج بمصطفى أمين، يومها عقبت عليه بمنتهى الحماس والثقة استناداً إلى كتاب مصطفى أمين (سنة أولى سجن ) الذي لم يذكر فيه ذلك الزواج إطلاقاً، هذا حسب الكتاب، لكنني فوجئت بمعلومة أخرى لاحقاً تقول بأن أم كلثوم تزوجت فترة من الوقت بمصطفى أمين زواجاً عرفياً وأن الخبر لم يشاع حفاظاً على الحياة الخاصة لأم كلثوم، شخصياً لا أعتقد ذلك فأم كلثوم امرأة متزنة، تثق بنفسها كثيراً ولا تحمل مواصفات سيدة ترضى بزواج عرفيّ فليس ثمة ما يدفعها لذلك، الزواج الوحيد الذي عرفت به هو زواجها بالطبيب حسن الحفناوي الذي بقيت معه حتى آخر حياتها.
الموضوع الذي أدهشني في خضم قراءاتي هو ما قرأته عن أول مذيع مصري صاحب أشهر عبارة في مصر (هنا القاهرة)، وللحديث بقية.