أمل بنت فهد
إذا كان البناء الجديد صعب ويحتاج الكثير.. فإن الترميم أصعب منه.. لأنه يحتاج شجاعة قرار.. إما إصلاح وإما هدم وقيام من جديد.. والجمع بين البناء والترميم مهمة العظماء وحدهم.. من يملكون قضية حية تنبض بها همتهم.. وتعيش من أجلها ولها وبها.. وحين قال أميرنا الجسور: «إنني أخشى أنه في يوم وفاتي، سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني، الحياة قصيرة جدًا، وقد تحدث الكثير من الأمور، كما أنني حريص جدًا على مشاهدته بأم عيني، ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري».
هي رسالة خرجت من قلبه ووصلت إلينا وإليهم.. ولكل من ظن أن الملفات المتورمة يمكن أن تنفض باللين.. أو مع الوقت.. بل قاربت على الانفجار.. وبيدنا نحن أن نوقف كوارثها.. تراكمت ببطء ونسفها يكون بالجدية وليس بالتراخي أو التجاهل.
الشاب الشجاع تحدى خونة الداخل وأعداء الخارج.. وصرح بذلك دونما تردد.. وهو العارف بالتحديات التي يذل منها أعتى الرجال وأشدهم بأساً.. إلا أنه ودون أن يرف جفنه تحدى.. وحين قال.. فإنه فعل.. ولا يزال يفعل.. إنه وقت الحساب.. وقت الإنجاز.. وقت محمد بن سلمان.. وكم قال غيره في المحافل الدولية.. ورفع شعارات القضايا المعلقة.. وخطب خطباً عصماء.. إلا أنها أحدثت ضجة في وقتها.. ولم يشاهد العالم شيئاً بعدها.. لكن مع الجسور السعودي الوضع مختلف تماماً.. اللغة صريحة ومباشرة.. لا تهاون فيها.. ولا مجاملة.. ولأنهم يدركون جيداً أن كل كلمة يقولها يتبعها فعل.. فمن الطبيعي أن تكون كلماته موجعة للأعداء.. ومحفزة على انتظار الخطوة المقبلة.. في موعد أكيد.. لكنه مفاجئ ويفوق التوقعات والتوجس.
فيا رب احفظه وحقق له مراده ومقاصده.. وأحطه بقلوب تفديه بخفقاتها.. حباً وولاءً وتصديقاً. لذا نحن مع قيادتنا.. جنباً لجنب.. من أجل الوطن.. ومن أجل الدين.. في العثرة قبل القفزة.. وفي التعب قبل الراحة.. وحين الحرب قبل السلم.. الهم واحد.. والإيمان عميق.. والحب أعمق.