سمر المقرن
هذا الشهر، وكذلك المقبل، حافلان بالمناسبات الحقوقية، ففي يوم 20 نوفمبر كان يوم الطفل الدولي، و25 نوفمبر هو يوم القضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة، وتتخذ الأمم المتحدة الشعارات باللون البرتقالي، حيث تمتد حملات التوعية لغاية اليوم الدولي لحقوق الإنسان وهو يوم 10 ديسمبر المقبل.
في هذه المناسبات وفي كل عام منذ أكثر من 15 عاماً وأنا أكتب عنها، سواء في توافق مع الأيام الدولية أو في أيام غيرها، نظراً لكون قضية المرأة بالذات هي الهاجس الأول الذي يشغلني بشكل مستمر. لا أخفيكم ففي سنوات ماضية كنت أشعر وكأني أغرّد خارج السرب، أما اليوم فصرت أغرّد داخله بعد أن مضى السرب تجاه الوعي بالحقوق الإنسانية وخصوصاً التي تخص المرأة، وضرورة نشر التوعية اللازمة بإيقاف العنف الذي تتعرض له النساء في كل بقعة من هذا العالم.
أحببت الفكرة البرتقالية التي تعتلي مناشط الأمم المتحدة، وتميز هذا اليوم الذي يهم العالم كلّه بلون مميز ومختلف وذلك للفت الأنظار تجاه هذه القضية المهمة والمستمرة، والتي مهما سعينا لإيقافها لن نتمكّن طالما هذه الحياة لها وجهان هما: (الخير والشر) لكن مع التوعية والقوانين الداعمة لحقوق المرأة، فإنه وبلا شك سيتم الحد من هذه الظاهرة المقلقة، والتي أصعب ما فيها هو صمت المرأة تجاه العنف، أو اعتقادها بأنه أمر طبيعي وأن الرجل من حقه هذه الممارسات!
في الحقيقة العالم يتغيَّر، والفكرة البرتقالية باتت منتشرة في مجتمعنا بشكل مكثف، ما ينبئ عن مستقبل آمن تجاه المرأة بشكل خاص وحقوق الإنسان بشكل عام.
الفكرة البرتقالية هي مسؤوليتنا جميعاً، القطاع الحكومي والخاص والمجتمع المدني والإعلامي، وكذلك الأفراد. هي فكرة تتبلور بالجهود المشتركة لعمل اتحاد فكري يقوم على نبذ العنف ضد المرأة، والعنف ليس بالضرورة أن يكون جسدياً، بل هناك أشكال مختلفة للعنف قد تكون أخطر وأكثر إيلاماً للمرأة من الاعتداء الجسدي، من هنا تنبع الفكرة البرتقالية التي من المهم أن تصل لكل امرأة، حتى تعلم وتعي متى يُمكن أن يكون هناك أي سلوك قد يُمارس ضدها فقط لأنها (امرأة).. ومتى ما أدركت هذه السلوكيات فإنها ستصل إلى بر الأمان.