باريس - واس:
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية اليمنية محمد آل جابر حرص المملكة على إنقاذ الشعب اليمني، من جرائم ميليشيا الحوثيين واعتداءاتهم على الإنسان اليمني وانتهاكاتهم التي تهدد أمن وسلامة اليمن وتشكل تهديدًا وجوديًا للموروث الثقافي الإنساني والحضاري اليمني من خلال استغلال ميليشيا الحوثيين وصالح للأماكن والآثار ذات الأهمية التاريخية والحضارية كمراكز عسكرية وتعريضها للاستهداف.
وقال السفير آل جابر في كلمته التي ألقاها في الندوة التي نظمتها المندوبية الدائمة للجمهورية اليمينة لدى اليونسكو بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث تحت عنوان «الحفاظ على التراث والآثار في اليمن والمساعدات الإنسانية في ظل الأزمة الإنسانية»، وذلك في مقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس، قال إن هناك تعليمات أصيلة لدى قوات التحالف تنص على عدم المساس بالإرث الثقافي للجمهورية اليمنية والإرث التاريخي لها، مشيراً إلى أنه بعد احتلال الحوثيين لصنعاء في يوم 21 سبتمبر 2014، طلب الرئيس عبدربه منصور هادي من المملكة ودول التحالف المساعدة في إنقاذ اليمن والشعب اليمنى من الميليشيات والتدخل الإيراني، حتى لا تتحول اليمن إلى دولة تمزقها الحرب الأهلية وتنتشر فيها الجماعات الإرهابية، مؤكداً أن المملكة ودول التحالف وجدوا أنفسهم وسط حرب ضرورية ولا خيار آخر أمامهم لمساعدة الحكومة اليمنية الشرعية في التصدي لمشروع الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران الذي يهدد أمن وسلامة اليمن والمنطقة ويهدد الإرث الثقافي والتاريخي لليمن من خلال العبث المستمر بالتراث اليمني واستمرار القصف العشوائي وعمليات النهب المنظمة ووجود ما يسمى بالسوق السوداء مع شركاء دوليين لتهريب وبيع التحف والقطع ذات الأهمية التاريخية الإنسانية والدينية».
ولفت السفير جابر الانتباه إلى أن الميليشيات الانقلابية عمدوا لتخريب المدارس، كما نهبوا المتحف الوطني في منطقة «كريتر» في قلب مدينة عدن، بعد أن تعرض لقصف شديد، ونهبوا محتوياته التي تزيد على 5 آلاف قطعة أثرية، مؤكداً أنه لا يمكن أن يتم السماح بتدمير التراث الإنساني العميق، ولا يمكن التساهل مع ميليشيات تسعى لنشر الفوضى والجهل بشواهد إنسانية وحضارية وتاريخية بل يجب التصدي لها بحزم ومنع استمرار عمليات النهب والتهريب ومكافحة وجود السوق السوداء وحفظ تراث اليمن لليمنيين.
من جهته أكد المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعمالشرعية في اليمن العقيد الطيار الركن تركي المالكي على الجهود التي يبذلها تحالف دعم الشرعية في اليمن للحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي لليمن.
وقال العقيد المالكي أنه قبل بدء عمليات التدخل العسكري باليمن وعند صدور التوجيهات الإستراتيجية من القيادة العليا للتحالف جاءت في مضامينها نصاً وتفصيلاً بعدم استهداف المواقع التاريخية والأثرية.. لافتاً الانتباه إلى أن القوائم تضم عدم الاستهداف بالداخل اليمني أكثر من (42000) نقطة كان من ضمنها (68) موقع للأماكن التاريخية والتراثية والثقافية بالمحافظات اليمنية ليتم المحافظة عليها من خلال تطبيق أعلى معايير الاستهداف وحساب الأضرار الجانبية التي تحظر استهداف هذه الأماكن.
وأكد سفير اليمن لدى فرنسا الدكتور رياض ياسين أنه لا بد الحفاظ على الآثار التاريخية في اليمن لأنها شأن إنساني يهم الجميع، ويجب الحرص عليها ورعايتها والوقوف في وجه العابثين وإدانتهم من الميليشيات والجماعات المتطرفة والمتمردين الذين يرفضون الدولة المدنية وكل مقومات الوطن والهوية الوطنية، مشدداً على أن إيران ووكلائها في المنطقة لم تحترم القرار الأممي ولم يلتزم الانقلابيون به وتمادوا في غيهم بتهديد الممرات الدولية، مشيراً إلى أن التراث اليمني يتعرض لتخريبٍ واسع النطاق جراء هذه الحرب الانقلابية على يد الانقلابيين والجماعات المتطرفة الإرهابية التي تحاربها الدولة اليمنية بلا هوادة بينما يوجه النقد والاتهام على نحوٍ مجحف وغير منصف صوب التحالف العربي الداعم للحكومة اليمنية والشعب اليمني أو صوب الحكومة والمقاومة اليمنية التي تخوض حرباً لم تختارها بل فرضت عليها. وأكد مدير العلاقات والشراكات الدولية في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور يحيى الشمري على الجهود التي تبذلها المملكة الإغاثية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في رفع المعاناة عن الشعب اليمني. وقال الدكتور الشمري إن المملكة قدمت حتى تاريخ الْيَوْمَ 715 مليون دولار أمريكي فقط في المساعدات الإنسانية وذلك في عدة قطاعات ومنها الغذاء والتعليم والصحة والمأوى، كما أن المملكة وفي مجال مكافحة الكوليرا لبت النداء الأممي لجمع 66.7 مليون دولار أمريكي وكذلك دعم المركز القطاع الطبي اليمني بالأدوية واللقاحات وبلغت نسبة التشافي أعلى من المعدل العالمي المتفق عليه ب 99.7 %.