«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
أعرب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالـح بـن عبد الـعـزيـز آل الشيخ عن سعادته بالحضور والمشاركة في أعمال، وفعاليات المؤتمر الدولي لدول آسيان، واصفًا المؤتمر بأنه الأول في سلسلة مؤتمرات «أمة وسطاً» بعنوان (خير أمة)، وأنه ثمرة عظيمة للتعاون النوعي والشراكة المميزة بين المملكة العربية السعودية ومملكة اتحاد ماليزيا ممثلة في دولة رئيس الوزراء ومشاركة عدد من الجمعيات الأهلية والشعبية.
وقال: إن هذا يدل على أن الشراكات النوعية تنتج أعمالا كبيرة مفيدة للأمة، فالشراكات بين الجهات الرسمية والجهات الأهلية وبين المشايخ والمفتين ورؤساء الجمعيات الذين يقومون بالحراك الشعبي والمدني هذه الشراكات مهمة للتأثير ولتغيير المفاهيم, مشيرا إلى أن هذا المؤتمر لتحقيق هدف هو عنوان خيرية هذه الأمة وهو أن نكون أمةً وسطا.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معاليه في الجلسة الثالثة لأعمال وفعاليات المؤتمر الدولي لدول آسيان الأول بعنوان: «خير أمة» ا وأبان آل الشيخ أن حل مشكلات الأمة، ومشكلات العلاقات والصلات، ومشكلات التعدد المذهبي والبلداني والإقليمي، ومشكلات التنوع الذي خلقه الله ـ جل وعلا ـ سهل ميسور وهو في الوسطية التي تنبو وترتفع عن تعظيم الذات واحتقار الآخرين.
وأشار معالي الشيخ صالح آل الشيخ إلى أنه في العالم تحديات كبيرة للإسلام، فالإسلام اليوم محارب، الغرب يحارِب، والشرق يحارب، لا يريدون إسلاماً يكون غالباً متغلباً على غيره، لذلك الحكمة تقتضي من أهل العلم أن يراعوا هذه المرحلة يراعونها بالتواصل، بمد الجسور فيما بينهم.
وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ: هناك كلمة اقتضاها ما سمعت من نقاش حول مصطلح الإرهاب وهذا النقاش دائم منذ بدأت العمليات التي تسمى إرهابية وهي عمليات القتل والدمار والتخويف والنيل من الناس بغير حق، ظهر مصطلح الإرهاب, لكن هناك إشكالية - لا بد أن تعلموها - وهي أن الأمة العربية والإسلامية اليوم الحقيقة أنها أمة تابعة ليست أمةَ قيادة، تابعة حتى في المصطلحات، دائماً المصطلح يروَّج من الغرب بشكل معين وبمعنى معين يبثه الإعلام ويتداوله على نحوٍ ما.
وتابع: إن صراع المصطلحات صراع كبير؛ لأن الصراع على عقل الإنسان وتفكيره يحتِّم أن يذهبوا إلى غرس مصطلحات جديدة، فاليوم يوجد غرس مصطلحات جديده في العالم, الإرهاب غُرس على نحو ما، حتى حقوق استرداد المسلمين للمسجد الأقصى ولفلسطين وللمقدسات تدخل في المعنى الغربي للإرهاب، وهذا ما رفضتْه جميع المنظمات العربية والإسلامية في أن تُدْخَل عمليات التحرر الوطني ومقاومة المحتل في مفهوم الإرهاب, والمصطلح قضية شائكة سواء في الصراع حول المصطلحات، أو إنشاء المصطلح أو بثه حتى يكون في الناس.
وأردف معاليه يقول: إن الماسونية في العالم اليوم تروِّج لمصطلحات جديدة عبر الإعلام بمفهوم جديد، ومن ذلك أن المسلمين هم أهل المحبة فيروَّج مصطلح المحبة بمعنى جديد, والمسلمون أهل السلام شعارهم السلام.
وطالب معاليه العلماء أن يراعوا حالة الضعف التي تمر بها الأمة، وحالة الضعف لا تعني الاستكانة ولكن تعني الشعور بالواقع, فالأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - مروا بحالة الضعف وحالة القوة، ونبينا محمد بن عبد الله - عليه الصلاة والسلام - نزل عليه قول الله - جل وعلا -: {فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون}، ونزل عليه قوله - تعالى- : {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} وهو الذي نزل عليه أيضا قول الله ـ جل وعلا ـ: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} ونزل عليه آيات كثيرة فيها قوة المؤمن وقوة الأمة الإسلامية، إذًا المفتي، العالم، الداعية، رئيس الجمعية لا بد أن يراعي أننا اليوم في حاله نحتاج فيها إلى نشر الإسلام، الدعوة إلى الإسلام، بيان محاسن الإسلام، التكاتف تكاتف المسلمين بعامة. وأكد ضرورة أن يعرف الجميع أن أكثر المسلمين هم على السنة والجماعة فلذلك نحذر من أي وسيلة تريد أن تضرب هذا الكيان الكبير كيان أهل السنة والجماعة, وهم إذا بقوا على قوتهم قويت الأمة لكن إذا أتت دعوات تضرب في داخل أهل السنة والجماعة لتفريقهم ضعفت الأمة بضعف هذا الكيان الكبير، ولذلك الشراكة اليوم بين المملكة العربية السعودية ومملكة اتحاد ماليزيا في تقوية أهل السنة والجماعة عبر هذا المؤتمر كمثال، وعبر التحالف العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب، وعبر الشراكات الاقتصادية، هذه مشاركات نوعية مهمة لتقوية الإسلام وتقوية أهل السنة والجماعة فيجب أن نتحد لنقوى.
وشدد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على أن رعاية الواقع ومعرفة الحال هي من سمات الحكماء والعقلاء فلا ترفع نفسك فوق طاقتك ولا تنزل نفسك دون ما تستحقه بل أعط نفسك ما تستحقه، وهذا يدفعك للأمام ويجعلك تعمل وأنت مؤيد بتأييد الله ـ جل وعلا ـ قال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}. وختم معاليه كلمته موجها الشكر لفضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد بن إبراهيم بن طالب؛ لرئاسته الجلسة الثالثة ومشاركته في أعمال المؤتمر الذي جسد بهذا الحضور رسالة الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية التي هي رسالة جمع الأمة الإسلامية وضد كل وسيلة من وسائل تفريق الأمة الإسلامية، ويجب علينا أن نعي أن رسالة الحرمين الشريفين هي رسالة لكل المسلمين.