د. عبدالرحمن الشلاش
من يقارن بين اليوم وقبل سنوات سيجد فوارق شاسعة أين كانت المرأة السعودية في الماضي وإلى أين وصلت اليوم؟ لن أتحدث بالطبع عن أمور حققت للمرأة من قبل الدولة مثل منحها فرص التعليم والعمل أسوة بشقيقها الرجل، ولن أركز على حقوق نالتها المرأة بعد سنوات من المطالبات والضغط الاجتماعي والضغط المضاد مثل قيادتها للسيارة، وحقها الطبيعي في ممارسة الرياضية، والسماح لها بالسفر والتنقل والتمثيل الخارجي.
سأقتصر على الكيفية التي انتقلت بها من مرحلة شهدت خطوات متثاقلة، ومرحلة حالية أكثر سرعة وديناميكية حيث نشهد مشاركة المرأة الفاعلة في المؤتمرات والندوات وورش العمل والمعارض داخليا وخارجيا وتمثيل المملكة في مناسبات عالمية مرموقة.
شهدت الأيام الماضية مشاركة سبع دكتورات سعوديات في جلسات اليونسكو كمتحدثات يمثلن بلادهن في هذا المحفل العالمي ليس فقط بالحضور وإنما بالتفاعل والتحدث والمداخلات والنقاش، ولاشك أننا نحتاج لمثل هذه المشاركات بصفة مستمرة . قبل هذه المناسبة شهدت أكثر من دولة مشاركة طالبات سعوديات حصلنا على جوائز عالمية في عدد من المجالات العلمية ما يؤكد أن المرأة تحتاج فقط إلى الثقة الكاملة من المجتمع، وأن يفخر هذا المجتمع بما تقدمه بناته بدلا من ملاحقتهن بالإحباطات والتثبيط وتكسير المجاديف مثل اجلسي في بيتك ومكانك المطبخ والرجال مالقوا وظايف ولا شغل على شأن يشتغلن الحريم وخاصة ممن يسمون في المجتمع ((الشرافة)) وما أكثرهم في المجتمع وما أقل نفعهم وما أكثر ضررهم.
أعرف أن كثيرين من أفراد المجتمع يفخرون ببناتهم وما حققن من إنجازات فهذا يفخر بابنته أو أخته أو زوجته أنها دكتورة أو طبيبة أو أستاذة جامعية أو مهندسة أو معلمة، ولو وصلت إلى أعلى المناصب والمراكز لدعمها وساندها وافتخر بها وبعملها وعطاءاتها لصالح مجتمعها لأنه يدرك أنه لو فرغت المناصب والوظائف من بنات البلد فحتما ستحتلها الوافدات وهذا لا يليق ببلاد تصبو إلى التقدم وتحويل العناصر البشرية فيه إلى عناصر فاعلة لا إلى عناصر خاملة.
الأمر الذي لا يجب أن نربطه بعمل المرأة مدى تدينها أو حشمتها فهذه مسائل في الغالب شخصية وفردية في السلوك الشخصي للإنسان، وشاهدنا كثير من السعوديات بهويتهن السعودية وشخصياتهن في أكبر المحافل العالمية يتقدمن بثقة ويحققن أفضل النتائج بدعم من الدولة، ومساندة مطلقة من أسرهن والمجال في النهاية مفتوح أمام الجميع فمن أراد من النساء فلن يمنعها أحد ومن لا ترغب لن يجبرها أحد، المهم أتركوا المجال لمن يرغبن في مواصلة مسيرتهن لخدمة وطنهن دون عراقيل منكم ولا تثبيط.