سمر المقرن
تابعت خلال الأيام الماضية ردود الأفعال الغاضبة تجاه مجلس الشورى، بعد رفضه مناقشة التوصية الخاصة بتمكين المرأة في المناصب القيادية في السفارات السعودية. أقولها بصدق أن هذا الغضب ليس له مبرر، ولا يحتاج الأمر إلى كل هذه الردود الغاضبة، إذا ما نظرنا إلى قيمة مناقشة هذه التوصية وغيرها في مجلس الشورى، وإذا ما نظرنا إلى أهمية إقرار التوصية أو رفضها، فلا أتذكر كل هذه السنوات أن قراراً مفصلياً أو مهماً خرج من تحت قبة الشورى، ولعلنا نتذكر جميعاً الشد الذي حصل لعدة سنوات تجاه توصية قيادة المرأة للسيارة ورفض مناقشتها، وخرج القرار من المقام السامي ولم نلتفت إلى مجلس الشورى إن قبل مناقشة التوصية أم لم يناقشها.
ما أود قوله باختصار، أنه لا يجب علينا أن نغضب من مجلس الشورى الذي تجاوزه الزمن، فنحن الآن نعمل نحو تحقيق التنمية بسرعة تجاوزت مناقشات المجلس، وبقيادة شابة لم يستوعبها المجلس، لأن المجلس لو كان مواكباً للمرحلة لاستوعب على الأقل رؤية 2030 التي أكد فيها عرّاب الرؤية سمو الأمير محمد بن سلمان على مشاركة المرأة في كل قطاع، والتي اتخذت في أهدافها تمكين المرأة في جميع القطاعات لأن التنمية يستحيل أن تتحقق «عرجاء» بلا نساء.
ولا يمكن أن ننسى أقوال عرّاب الرؤية عن المرأة، وقوله: (المرأة مكوّن أساسي للمجتمع).. أتوقع لو كان مجلس الشورى لديه استيعاب لمتطلبات المرحلة الحالية والأهداف المستقبلية لما خضعت توصية تمكين المرأة في المناصب القيادية بالسفارات إلى كل هذا الرفض.
وأؤكد من خلال كل معطيات المرحلة، أن المرأة لن تنتظر تصويت الشورى، بل إنها ستقفز سريعاً إلى هذه المناصب طالما توفر من النساء من هي مؤهلة، لأن تمكينها في مثل هذه المناصب ليس لأجل وجود امرأة فقط، بل لحاجة المنصب لها ولمؤهلاتها وأفكارها.
ولعلي في وارد التأكيد على أن كل النساء السعوديات اللاتي تبوأن مناصب قيادية أثبتن نجاحهن في تلك المناصب، ما يعني أن لدى المرأة قدرات الوطن والتنمية ومتطلبات المرحلة والقفزات السريعة كلّها بحاجتها، وليس لتكون مجرّد اسم أو شكل في المقاعد المسئولة، بل لأنها تعمل بصدق.
كل ما رأيناه من نماذج نسائية سعودية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، نجاحها وقدرتها على العطاء متى ما مُنحت الثقة والفرصة.